عنوان الفتوى : الفرق بين القرآن والحديث
لماذا فصل الله بين القرآن والحديث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم تبين لنا أين فصل بينهما، ولكن من المعلوم أن للقرآن ما يخصه من أحكام وأنه كلام الله تعالى لفظه ومعناه أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم للإعجاز والتعبد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) {آل عمران:7}، وانظر الفتوى رقم: 24371.
والحديث له ما يخصه أيضاً من أحكام فمنه ما هو قدسي وهو ما كان معناه من الله تعالى ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما ليس كذلك وهو ما كان لفظه ومعناه من النبي صلى الله عليه وسلم، كما بينا في الفتوى رقم: 18457.
قال الشافعي: والسنة مبينة للكتاب، قال الله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ. إلى غير ذلك مما يختص به كل واحد منهما عن الآخر. فالقرآن معجز ومتعبد بتلاوته وليس الحديث كذلك، كما بينا في الفتاوى المحال إليها، وينبغي للسائل الكريم أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يسئل عما يفعل كما في قوله: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:23}.
والله أعلم.