أرشيف المقالات

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ } :
قصة اسمها الإنسان , بدأ الله خلقه من طين وسوى من هذا الطين أباً لجميع الجنس البشري الذي ينتقل من مجرد نطفة يقذفها الوالد في قرار مكين محفوظة من كل مؤثر خارجي وهو رحم الأم , ثم تتحول النطفة في الرحم إلى عدة تحولات ذكرها القرآن قديماً دون أي أجهزة اكتشاف ورآها الإنسان حديثاً بعدما تطور العلم البشري ليسبق القرآن علوم الإنسان وليثبت أنه من لدن رحيم رحمن.
تتحول النطفة إلى أطوار جنينية هي:
العلقة
المضغة
ثم تكون العظام
ثم كساء اللحم للعظام 
ثم استواء الإنسان واكتمال خلقه ليخرج للحياة ويختبره الله فيها.
ثم تنتهي القصة مع آخر نفس له في الدنيا لينتقل إلى طور آخر وهو حياة البرزخ.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)} [المؤمنون]
قال السعدي في تفسيره:
ذكر الله في هذه الآيات أطوار الآدمي وتنقلاته، من ابتداء خلقه إلى آخر ما يصير إليه، فذكر ابتداء خلق أبي النوع البشري آدم عليه السلام، وأنه { {مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} } أي: قد سلت، وأخذت من جميع الأرض، ولذلك جاء بنوه على قدر الأرض، منهم الطيب والخبيث، وبين ذلك، والسهل والحزن، وبين ذلك.
{ {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ} } أي: جنس الآدميين { { نُطْفَةً } } تخرج من بين الصلب والترائب، فتستقر { {فِي قَرَارٍ مَكِينٍ } }وهو الرحم، محفوظة من الفساد والريح وغير ذلك.
{ {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ} } التي قد استقرت قبل { {عَلَقَةً} } أي: دما أحمر، بعد مضي أربعين يوما من النطفة، { {فخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ} } بعد أربعين يوما { { مُضْغَةً} } أي: قطعة لحم صغيرة، بقدر ما يمضغ من صغرها.
{ {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ } } اللينة { عِظَامًا } صلبة، قد تخللت اللحم، بحسب حاجة البدن إليها، { {فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا } } أي: جعلنا اللحم، كسوة للعظام، كما جعلنا العظام، عمادا للحم، وذلك في الأربعين الثالثة، { {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ } } نفخ فيه الروح، فانتقل من كونه جمادا، إلى أن صار حيوانا، { {فَتَبَارَكَ اللَّهُ} } أي: تعالى وتعاظم وكثر خيره { {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } } { {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون } } فخلقه كله حسن، والإنسان من أحسن مخلوقاته، بل هو أحسنها على الإطلاق، كما قال تعالى:{ {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} } ولهذا كان خواصه أفضل المخلوقات وأكملها.

{ {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ} } الخلق، ونفخ الروح { { لَمَيِّتُونَ } } في أحد أطواركم وتنقلاتكم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

المرئيات-١