عنوان الفتوى : هل يلزم الطلاق والتحريم بحديث النفس
أنا تم تشخيص حالتي من قبل الأطباء النفسانيين أنني أعاني من مرض الوسواس القهري ومن أحد مظاهر هذا المرض أنني كلما أردت أن أقوم بأي عمل كان ولو كان عملا روتينيا فإنه تأتيني وساوس تمنعني من القيام بهذا العمل فلهذا فإنني أحلف فى قلبي مثل "والله سأقوم بهذا العمل" "حرام علي أهلي إن لم أقم بهذا العمل" وهذا الحلف أستخدمه ضد هذه الوساوس ويجعلني أمام الأمر الواقع لفعل ذلك العمل، وفى أحد الأيام أردت أن أعطي رقم هاتف لشخص ما ليكلم صاحب ذلك الرقم ولكن جاءتني تلك الوساوس لتمنعني من إعطاء ذلك الرقم فقلت فى قلبي "حرام علي أهلي إن لم أعط ذلك الرقم لذلك الشخص ليكلمه ذلك اليوم" وأعطيت بالفعل ذلك الرقم إلى ذلك الشخص، ولكن الذي لم يخطر لي أثناء حلفي أننا ربما لا نجد ذلك الشخص على الخط، وبالفعل عندما طلبنا الرقم وجدنا أنه خارج نطاق التغطية فلم نكلمه ذلك اليوم، وعند سؤال عدد من المشايخ قالوا لي إن الحلف فى القلب غير ملزم، ولكن بعد ذلك قلت فى نفسي هل أنا بعد الحلف فى القلب تلفظت به باللسان أم لا، وأنا حائر ألآن أكثر من خمسة عشر يوما لا أدرى ماذا أفعل، فما حكم الشرع فى ذلك؟ جزاكم الله كل خير، أرجو أن يكون الرد خاصا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما يعتريك من وساوس، وقد سبق لنا بيان علاج الوسواس القهري، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3086، 5344، 2081.
والطلاق وكذلك التحريم والحلف لا يلزم بحديث النفس من دون التلفظ باللسان، وأدلة هذه المسألة تقدم بيانها في الفتوى رقم: 20822، والفتوى رقم: 22499.
كما أن الشك في حصول ما يقتضي الطلاق لا يترتب عليه وجود طلاق أيضاً، وراجع الفتوى رقم: 48499.
والله أعلم.