عنوان الفتوى : الدروز ..معتقداتهم ونفوذهم
من هم الدروز؟ وما معتقداتهم ؟وأين هم موجودون الآن؟
الإجابة مأخوذة من الموسوعة الميّسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة:
التعريف:
الدروز فرقة باطنية تؤلّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، أخذت جل عقائدها عن الإسماعيلية، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي. نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام. عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها، فلا تنشرها على الناس، ولا تعلمها حتى لأبنائها إلا إذا بلغو سن الأربعين.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
– محور العقيدة الدرزية هو الخليفة الفاطمي: أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي الملقب بالحاكم بأمر الله ولد سنة 375هـ / 985م وقتل سنة (411هـ /1021م)، كان شاذًا في فكره وسلوكه وتصرفاته، شديد القسوة والتناقض والحقد على الناس، أكثَرَ من القتل والتعذيب دون أسباب تدعو إلى ذلك.
– المؤسس الفعلي لهذه العقيدة هو: حمزة بن علي بن محمد الزوزني (375هـ –430هـ): وهو الذي أعلن ألوهية الحاكم سنة 408هـ ودعا إليه، وألف كتب العقائد الدرزية، وهو مقدس عندهم بمثابة النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- عند المسلمين.
– محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بنشتكين، كان مع حمزة في تأسيس عقائد الدروز إلا أنه تسرع في إعلان ألوهية الحاكم سنة 407هـ مما أغضب حمزة عليه وأثار الناس ضده حيث فر إلى الشام وهناك دعا إلى مذهبه وظهرت الفرقة الدرزية التي ارتبطت باسمه على الرغم من أنهم يلعنونه لأنه خرج عن تعاليم حمزة الذي دبر لقتله سنة 411هـ.
– الحسين بن حيدرة الفرغاني المعروف بالأخرم أو الأجدع وهو المبشر بدعوة حمزة بين الناس.
– بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المعروف بالضيف: كان له أكبر الأثر في انتشار المذهب وقت غياب حمزة سنة 411هـ. وقد ألف كثيرًا من نشراتهم من مِثل: (رسالة التنبيه والتأنيب والتوبيخ) و(رسالة التعنيف والتهجين) وغيرها. وهو الذي أغلق باب الاجتهاد في المذهب حرصًا على بقاء الأصول التي وضعها هو وحمزة والتميمي.
– أبو إبراهيم إسماعيل بن حامد التميمي: صهر حمزة وساعده الأيمن في الدعوة، وهو الذي يليه في المرتبة.
ومن الزعماء المعاصرين لهذه الفرقة:
1- كمال جنبلاط: زعيم سياسي لبناني أسّس الحزب التقدمي الاشتراكي وقتل سنة 1977م.
2- وليد جنبلاط وهو خليفة والده كمال جنبلاط في زعامة الدروز وقيادة الحزب.
3- د. نجيب العسراوي رئيس الرابطة الدرزية بالبرازيل.
4- عدنان بشير رشيد رئيس الرابطة الدرزية في أستراليا.
5- سامي مكارم الذي ساهم مع كمال جنبلاط في عدة تآليف في الدفاع عن الدروز.
الأفكار والمعتقدات:
– يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله ولما مات قالوا بغيبته وأنه سيرجع.
– ينكرون الأنبياء والرسل جميعًا ويلقبونهم بالأبالسة.
– يعتقدون بأن المسيح هو داعيتهم حمزة.
– يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى والمسلمين منهم بخاصة ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة.
– يعتقدون بأن ديانتهم نسخت كل ما قبلها، وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله.
– حجَّ بعض كبار مفكريهم المعاصرين إلى الهند متظاهرين بأن عقيدتهم نابعة من حكمة الهند.
– يقولون بتناسخ الأرواح وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعدَ أو أشقى.
– ينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب الأخرويين.
– ينكرون القرآن الكريم ويقولون: إنه من وضع سلمان الفارسي، ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته.
– يرجعون عقائدهم إلى عصور متقدمة جدًا ويفتخرون بالانتساب إلى الفرعونية القديمة وإلى حكماء الهند القدامى.
– يبدأ التاريخ عندهم من سنة 408هـ، وهي السنة التي أعلن فيها حمزة ألوهية الحاكم.
– يعتقدون أن القيامة هي رجوع الحاكم الذي سيقودهم إلى هدم الكعبة وسحق المسلمين والنصارى في جميع أنحاء الأرض، وأنهم سيحكمون العالم إلى الأبد ويفرضون الجزية والذل على المسلمين.
– يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمدًا الكلمة وأبو الخير وبهاء.
– يحرِّمون التزاوج مع غيرهم والصدقة عليهم ومساعدتهم، كما يمنعون التعدد وإرجاع المطلقة.
– لا يقبل الدروز أحدًا في دينهم، ولا يسمحون لأحد بالخروج منه.
– ينقسم المجتمع الدرزي المعاصر – كما هو الحال سابقًا- من الناحية الدينية إلى قسمين:
أ- الروحانيين: بيدهم أسرار الطائفة وينقسمون إلى: رؤساء وعقلاء وأجاويد.
ب- الجثمانيين: الذين يعتنون بالأمور الدنيوية وهم قسمان: أمراء وجهال.
أما من الناحية الاجتماعية فلا يعترفون بالسلطات القائمة إنما يحكمهم شيخ العقل ونوابه وفق نظام الإقطاع الديني.
– يعتقدون ما يعتقده الفلاسفة من أن إلههم خلق العقل الكلي، وبواسطته وجدت النفس الكلية، وعنها تفرّعت المخلوفات.
– يقولون في الصحابة أقوالاً منكرة منها قولهم: الفحشاء والمنكر هما أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما).
– التستر والكتمان من أصول معتقداتهم، فهي ليست من باب التقية، إنما هي مشروعة في أصول دينهم.
– مناطقهم خالية من المساجد ومن ذكر الله، ومع ذلك قد يدعي بعضهم الإسلام أحيانًا للمصلحة.
– لا يتلقى الدرزي عقيدته ولا يبوحون بها إليه ولا يكون مكلفًا بتعاليمها إلا إذا بلغ سن الأربعين وهو سن العقل لديهم.
من كتب الدروز:
1- لهم رسائل مقدسة تسمَّى رسائل الحكمة وعددها (111) رسالة، وهي من تأليف حمزة وبهاء الدين والتميمي.
2- لهم مصحف يسمى (المنفرد بذاته).
3- كتاب النقاط والدوائر لعبد الغفار تقي الدين البعقلي قتل سنة 900هـ.
4- ميثاق ولي الزمان: كتبه حمزة بن علي، وهو الذي يؤخذ على الدرزي حين يُعرف بعقيدته.
5- النقض الخفيّ: وهو الذي نقض فيه حمزة الشرائع كلها وخاصة أركان الإسلام الخمسة.
6- أضواء على مسلك التوحيد: د. سامي مكارم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
1- تأثروا بالباطنية عمومًا وخاصة الباطنية اليونانية متمثلة في أرسطو وأفلاطون وأتباع فيثاغورس واعتبروهم أسيادهم الروحيين.
2- أخذوا جل معتقداتهم عن الطائفة الإسماعيلية.
3- تأثروا بالدهريين في قولهم بالحياة الأبدية.
4- تأثروا بالبوذية في كثير من الأفكار والمعتقدات.
5- تأثروا ببعض فلاسفة الفرس والهند والفراعنة القدامى.
الانتشار ومواقع النفوذ:
– يعيش الدروز اليوم في لبنان وسوريا وفلسطين.
– غالبيتهم العظمى في لبنان ونسبة كبيرة من الموجودين منهم في فلسطين المحتلة قد أخذوا الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يعمل في الجيش الإسرائيلي.
– توجد لهم رابطة في البرازيل ورابطة في أستراليا وغيرهما.
– نفوذهم في لبنان الآن قوي جدًا، وكان لهم دور كبير في الحرب اللبنانية وعداوتهم للمسلمين لا تخفى على أحد