عنوان الفتوى : القرآن في قمة الفصاحة والبلاغة والسنة تالية له
البلاغة في القرآن والحديث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أهم مصادر البلاغة والبيان، فقد أنزل الله تعالى كتابه بلسان عربي مبين، وأتى فيه من أساليب البلاغة ما يعجز أرباب اللغة عن مضاهاته والإتيان بمثله، كما قال الله تعالى: فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {البقرة:23}، فبهتوا حتى قال قائلهم وهو الوليد بن المغيرة: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق... كما عند عبد الرزاق وغيره.
وأما سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاءت تالية للقرآن في الفصاحة والبلاغة، فقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم؛ ذكر عياض في الشفا قال: وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهد، سلامة طبع، وبراعة منزع، وإيجاز مقطع، ونصاعة لفظ، وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم...اهـ
هذا من حيث العموم والشمول في ذلك، وإن كنت تسأل عن جزئية بلاغية في أسلوب القرآن والسنة النبوية فينبغي توضيحها وبيانها... وحسن السؤال نصف الجواب كما يقال.
والله أعلم.