عنوان الفتوى : المطلوب الأخذ بأسباب الرزق واللجوء إلى الله وسؤاله
مشكلتي أولا: أنه كلما ذهبت إلى البحث لوظيفة ما لأي مؤسسة قيل لي طلبك في قائمة الانتظار، و الشيء الغريب أنه كلما ذهبت لمراجعة عن طلبي تعطلت أجهزة الكمبيوتر للوزارة بأكملها أو يمرض المدير أو بحجج و زوجتي أيضا نفس الحال حيث أننا عاطلان عن العمل مع أننا جامعيون, و الثانية هو أنني أسكن مع أهل زوجتي لا اتصال من قبل أهلي لتقصي عن أخباري و أننا كلما حاولنا في الاتصال بهم رد علينا أخي الأكبر مني سنا أبي غير موجود الآن أتطوق لسماع أخبار أمي وأبي ولكن كيف لي, حيث أنني بعد عن أهل أي في بلدة أخرى, والثالثة هو أنني متزوج منذ سنتين ولم أرزق طرحت زوجتي مرة واحدة وبعدها لم نرزق والحمد لله نداوم على الصلاة وقراءة القرآن الكريم و عند قرأتنا للقرآن الكريم نحس بتعب أو إرهاق أستغفر الله , ولم تقصر زوجتي في فتح سجل تجاري لي و لكن من دون جدوى مرة مشكلة تمديد الكهرباء و مرة تعطل أجهزة الكمبيوتر وووووو . جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله لا يقدر للإنسان إلا الخير، وإن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، ففي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن اصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
وإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان والمؤمن فيها يتقلب من حال إلى حال ليرى الله منه الصبر عند الابتلاء والشكر عند الرخاء. قال سبحانه: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء: 35} وانظر الحكمة من الابتلاء وما يشرع عند وقوعه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13260، 64831، 39081، 56863. وانظر ثواب الصابرين في الفتويين: 8601، 32180.
واعلم أن ربنا سبحانه الرحيم الرحمن الكريم الرزاق لن يهلك عبده جوعا إذا أقبل إليه وسأله الرزق وتضرع بين يديه، فهو سبحانه الذي كفل الأرزاق لعباده ووعدهم بذلك وعد كريم لا يبخل وقدير لا يعجز، وعدا أكده وأقسم عليه، قال سبحانه: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ {الذاريات: 22-23}
فما عليكما إلا الأخذ بأسباب الرزق والسعي في تحصيله واللجوء إلى الله وسؤاله بذل وإلحاح أن يتوب عليكما، وأن يوسع لكما في الرزق، وأن يغينكما عما سواه، وأن يرزقكما الذرية الصالحة، ولا تعجلا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي. رواه البخاري ومسلم
وارضيا بما قسم الله لكما ولا يضركما ما فاتكما من الدنيا بعد ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من أصبح آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. رواه الترمذي. ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 6074.
هذا ونوصيك بالتفاؤل والحذر من التشاؤم. وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11835، 14326، 57198، 28954.
ولا تقطع الاتصال بوالديك أبدا وصلهما بكافة أنواع الوصل المتاح فقد أوصى الله تعالى بهما في غير ما آية، وجعل حقهما على العبد بعد حقه تعالى، وهما باباك إلى الجنة؛ بل أوسط أبواب الجنة ودعوتهما لولدهما مستجابة. وإن عاقهما قد توعده الله تعالى ولا ينظر إليه يوم القيامة.
وصل رحمك بقدر المستطاع وإن قطعوك واعلم أن الجنة لا يدخلها قاطع رحم، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17754، 8173، 2894، 4296، 5925، 11649، 5443، 6719، 7683، 16668.
والله أعلم.