عنوان الفتوى : عدم سماع الإيجاب هل له أثر على صحة النكاح
عند عقد قراني سرحت ولم أسمع وكيل العروس وهو يرد علي بقبول زواجي من موكلته، فقررت أن هذا الزواج باطل فهل زواجي صحيح وما قلته لنفسي ليس له تأثير على صحة العقد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 2656، أن الإيجاب والقبول من أركان النكاح، وبينا أن الإيجاب هو اللفظ الصادر من الولي أو من يقوم مقامه وينبغي أن يتقدم على القبول، وأن القبول هو اللفظ الصادر من الزوج أو وكيله وينبغي أن يكون عقب الإيجاب، ولو حصل العكس فتقدم لفظ الزوج على لفظ الولي لصح النكاح إذا ثبت بشهادة العدلين، كما بيناه في الفتوى رقم: 35211.
وهذا هو مذهب الجمهور وخالف الحنابلة فشرطوا تقدم إيجاب الولي على قبول الزوج كذا في المغني.
وبناء عليه، فإن كنت طلبت من وكيل العروس أن يزوجك بها ولم تسمعه منه ردا بالاستجابة لك فإن العقد لم يحصل أصلا إلا إذا ثبت من طريق الشهود أنهم سمعوه حال شرود ذهنك صرح بالاستجابة لك، وذلك لأن تأخر القبول عن الإيجاب حتى يحصل التفرق يبطل العقد إن كان الطرفان حاضرين كما قال ابن قدامة في المغني.
وأما إن كان الوكيل عقد بنفسه أو كلف فقيها بأن يعقد نيابة عنه وحصل العقد فعلا وصرحت أنت بالقبول ولم تسمع ردا بعد ذلك من وكيل المرأة فإن الظاهر صحة النكاح لأن عقد الوكيل بنفسه أوإذنه وتوكيله لغيره أن يعقد نيابة عنه كاف في استجابته لتزويجك بموليته.
وأما ما قررته في ذهنك من بطلان النكاح فلا أثر له لأن تقرير الطلاق من غير نطق به لا تأثير له على النكاح فأحرى تقريرك بطلان النكاح بناء على مقدمة باطلة.
هذا، وننصحك بالبعد عن الوسوسة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
والله أعلم.