عنوان الفتوى : إذا أحدث الإمام وجب عليه أن يستخلف
صليت بالناس إماماً، وأنا بالركعة الأولى خرج مني ريح، وأعلم أن في هذه الحالة يجب علي أن أتنحى عن الصف وأقدم شخصا غيري، ولكن لم أفعل هذا الفعل لأن الذين خلفي ليسوا بطلبة علم يعرفون هذا الحكم، فتابعت الصلاة حتى انتهيت ثم أعدت الصلاة لوحدي دون أن أخبر المأمومين . فما حكم هذه الصلاة وما حكم صلاة المأمومين وهل عليّ إثم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أنك أخطأت خطأعظيماً باستمرارك في الصلاة وأنت محدث، وكون المأمومين ليسوا طلبة علم ليس بعذر لك فيما فعلته، بل لو تأخرت إلى الوراء واستخلفت أحد المصلين ووضعته مكانك، لفهم هذا المستخلف أنه قد طرأ عليك الحدث. وحتى لو صلوا أفذاذاً بعد انصرافك فصلاتهم صحيحة، إذا لم يكونوا في الجمعة التي تشترط لها الجماعة، فعليك أن تستغفر الله جل وعلا مما فعلت وصلاتك باطلة بإجماع أهل العلم. وما دمت أعدتها بعد ذلك فقد أديت ما عليك بالنسبة لصلاتك. وأما صلاة المأمومين فالراجح أنها صحيحة، لأنهم لم يعلموا بما طرأ على الإمام من حدث أثناء الصلاة، وقد قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
والله تعالى أعلم.