عنوان الفتوى : دعوة المسلمين وتعليمهم أولى من التشكيك في عقائدهم
تعرفت على أخ عبر الانترنت فطلب مني الزواج فقبلت بعدها أصبح يتصل بي هاتفيا للاطمئنان علي كونه يقطن في بلد آخر فكان علي أن أنتظر حتى قدوم العطلة الصيفية لكي يحضر للبلد الذي أقطن فيه ويطلب يدي رسميا من عائلتي فاخترنا التحدت هاتفيا للبقاء على اتصال حتى موعد لقائه بعائلتي لكن وأنا أقرأ فتاوي على موقعكم المحترم كان من بينها فتاوى مفادها أنه لا يجوز لأجنبية التحدث مع أجنبي إلا أن يكون بينهما عقد زواج أو يكون من محارمها حينها ذهبت إلى أحد أئمة بلادنا وسألته عن رأيه فكان جوابه عدم الجواز ورغم ذلك بقي لدي شك فسألت أختا تقية فقالت إنه غير جائز بل يجب علي قطع علاقتي بالأخ نهائياً لكنني أخبرتها أن قلبي أصبح متعلقا به حينها أخبرتني أنه يجب علي أن أعرف هل هذا الأخ موحد (إن يكون فاهما التوحيد أي المعنى الحقيقي لـ لا إله إلا الله) أم لا واقترحت علي أن تحدثه هي لمعرفة مدى فهمه واستيعابه للتوحيد إن فهمه وقبله حينها يمكن لي الزواج به أما إن حصل العكس فمن الأفضل لديني ولي أن أبتعد عنه لأن هذا الأخ ليس بمؤمن حقيقيا ، فأخبرت الأخ عن ما قالته أي الأخت فكان جوابه أن كلام تلك الأخت عن التوحيد لا أساس له من الصحة وأن الله وحده قادر على الحكم هل هذا الإنسان كافر أم هو مؤمن الآن لا أتحدث مع هذا الأخ لأنني أقتنعت أنه غير جائز وهو كذلك وأنا انتظر قدومه لطلب يدي من عائلتي لكن الشيء الذي يشغل ذهني الآن هو هل الأخت على صواب في ما يخص توحيد هذا الأخ علما أنها تعلم أن هذا الأخ من بلاد مسلمة الآن أريد معرفة ما قولكم فيما أخبرتني به الأخت هل هي على صواب؟ أم على خطأ؟إن كانت على صواب فسروا لي جزاكم الله خيراً وإن كانت خاطئة فما هو تفسير ذلك؟والآن ماذا تقولون أنتم فيما حكيت لكم؟أفيدوني جزاكم الله خيراً لأنني أعيش أوقاتا عصيبة بسبب هذه المشكلة إنها تثقل على كاهلي جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحرص على الزواج بمن يرضى دينه وخلقه أمر متأكد مشروع لما في حديث الترمذي: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
وبناء عليه فيشرع التحري في حال الخاطب حتى يعلم هل هو مستقيم في دينه أم لا، إلا أنه ينبغي أن يعلم أن من ولد في الإسلام وعاش بين المسلمين مقراً بلا إله إلا الله عاملاً بمقتضاها حسب الظاهر يحكم بإسلامه ولا يسوغ التشكيك في ذلك إلا بشروط كثيرة سبق أن ذكرنا فتاوى فيها سنحيلك على بعضها لاحقاً، وقد كان الأولى بك أن لا تخبريه بما قالت الأخت بل تحرضيه على دراسة علم التوحيد والاستفادة من الرسائل والمحاضرات الموجودة مطبوعة ومسموعة عن طريق الإنترنت وغيره، وأن تحرضيه على تقوية إيمانه بترغيبه فيما يساعد على ذلك من العلم والعمل الصالح والدعوة إلى الله تعالى، وننصحك بالاستخارة في الموضوع والصبر وحمل النفس على العفة حتى ييسر الله لك ما فيه الخير، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33}.
وفي حديث البخاري: ومن يستعفف يعفه الله، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 54266، 32981، 52674، 721.
والله أعلم.