عنوان الفتوى : من أوتر بركعة واحدة من غير نافلة قبلها
هل يجوز أن أصلي ركعة الوتر بعد صلاة العشاء وأترك ركعتي الشفع إلى وقت الفجر بعد أن أصلي بعض الركعات، هل الدعاء له تأثير على مسار القدر؟ وجزاكم الله عنا خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع من الوتر بركعة واحدة من غير نافلة قبلها مع كراهة ذلك عند بعض أهل العلم كالحنفية والمالكية، ففي الإنصاف للمرداوي وهو حنبلي متحدثاً عن الوتر: وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة هذا المذهب وعليه جماهير الأصحاب وجزم به في الوجيز وغيره وقدمه في الفروع وغيره. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: ويحتمل أنه أراد أقل الوتر ركعة، فإن أحمد قال: إنا نذهب في الوتر إلى ركعة، وإن أوتر بثلاث أو أكثر فلا بأس. انتهى.
وقال النووي في المجموع وهو شافعي: قد سبق أن مذهبنا أن أقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة وفي وجه ثلاث عشرة وما بين ذلك جائز، وكلما قرب من أكثره كان أفضل وبهذا قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم. انتهى.
وقال أحمد الطحاوي في شرح معاني الآثار وهو حنفي: فهذا عندنا على أنه كره أن يوتر وتراً لم يتقدمه تطوع، وأحب أن يكون قبله تطوع، إما ركعتان وإما أربع. انتهى.
وفي شرح الدردير ممزوجاً بمختصر خليل وهو مالكي: وكره وتر بواحدة من غير تقدم شفع ولو لمريض أو مسافر. انتهى.
ومن قدم الوتر قبل النوم ثم استيقظ بعد ذلك فله أن يصلي ما شاء من نوافل لكن لا يعيد الوتر مرة أخرى لأنه لا وتران في ليلة واحدة، وراجعي الفتوى رقم: 55938، والفتوى رقم: 22376.
ومسألة الدعاء والقدر سبقت الإجابة عليها في الفتوى رقم: 9890، والفتوى رقم: 12638.
والله أعلم.