عنوان الفتوى : السعي في هداية الولد الذي بلغ الحلم
ابني عمره 16عامًا، بعيد كل البعد عن الإسلام؛ بسبب أصدقاء السوء، ومتعلق بكل شيء سلبي عند الغرب في ملابسهم، وموسيقاهم، ومدخّن، وعنده علاقات بالنت، وأصبح شرس المراس، وأنا في جدال يوميّ معه، وانقطع عن الدراسة عند الصف الأول ثانوي، وحاولت معه بالشدة واللين، ولكن لا فائدة، فهل يوجد مراكز في الوطن الإسلامي على شكل مدرسة داخلية، فيها ضبط، وربط، والتزام بالدِّين؟ أرجو تزويدي بكل العناوين الممكنة مع أرقام الهواتف. جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإنا نفيدك أن الولد إذا بلغ الحلم، تعين السعي في هدايته، وحضه على الاستقامة، وليستعن في ذلك بالوسائل المساعدة، وأهمها: إكثار الدعاء له؛ فإن دعوة الوالد لولده مستجابة، كما في الحديث: ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر. رواه أحمد، وأبو داود، وحسنه الألباني، والأرناؤوط.
ومنها: حضّه على توظيف وقته وطاقته بحفظ القرآن، ومطالعة كتب الترغيب، والسيرة، وقصص الأنبياء، وأعلام السلف؛ لعله يسلو بها عما لا ينفع.
ومنها: حضّه على صحبة الأصدقاء الملتزمين، والبعد عن صحبة الأشرار.
وحضّه على الحفاظ على الصلاة في الجماعة؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء، والمنكر، والرجل على دِين خليله، كما في حديث الترمذي.
وما أحسن لو أمكنك أن تسعى في التعاون مع الجيران على وضع برنامج لأولادكم؛ لتحفظوهم القرآن، وتدرّسوهم العلم الشرعي، وتحيوا بينهم روح التنافس في ذلك؛ عن طريق المسابقات، وتشجيع الفائزين.
ومن ذلك أيضًا: السعي في تزويجه في وقت مبكر بامرأة صالحة؛ فإن الزواج يعين على حفظ الفرج، وغض البصر، بل يعين على حماية نصف الدِّين.
ورغّبه في صوم النفل قبل حصول الزواج، ففي حديث الصحيحين: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. وفي الحديث: من تزوج، فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي. رواه الطبراني، وحسنه الألباني.
وفي الحديث: من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دِينه، فليتق الله في الشطر الثاني. رواه الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
وحاول ترغيبه في مواصلة الدراسة بما تيسر من وسائل التحفيز المعنوي، والمادي، فبيّن له أهمية التعلم، وما فيه من خيري الدنيا والآخرة، وحدثه عن تفاوت الناس في المناصب الدنيوية، وأن من أسباب ذلك تفاوتهم في مراتب الشهادات، وفي المهارات، وحاول أن تشجعه كلما نجح في مستوى معين بجائزة قيمة.
هذا، وننبهك إلى أن هذا الولد أصبح مكلّفًا، يتحمل مسؤولية نفسه، وإنما يتعين عليك السعي في هدايته بالوسائل المتقدمة، وما شابهها.
وعليك بالتوبة الصادقة، إن كان قد حصل منك تقصير في تربيته أيام الصبا وإهماله.
وعليك أن تحرص على تربية صغار ولدك تربية صالحة.
وأما عن المراكز العلمية، فإنه يوجد في السعودية بعض المؤسسات الطيبة، منها: دار الحديث بمكة، والمعهد العلمي بالرياض، كما يوجد معاهد ومؤسسات شرعية في أنحاء من المملكة، وتوجد مدارس قرآنية بدولة باكستان، فيمكنك الاطلاع على عناوينها عن طريق البحث في الإنترنت، أو سؤال الناس عنها، وراجع في أهمية التوبة الصادقة، والبعد عن الفواحش، والإنترنت، والتدخين، وفي فضل العلم، الفتاوى: 1671، 53731، 5091، 33860، 59157، 6617، 34932، 18640، 44674.
وحاول إفادته من الإنترنت؛ بالاستفادة بما فيه من وسائل العلم، فهناك محاضرات كثيرة مهمة في موقعنا: (إسلام ويب)، وفي موقع: islamway.com، وفي موقع: (الإسلام اليوم)، وهناك مواقع تسعى في تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية عن بُعْد، منها: موقع: (الأكاديمية الإسلامية المفتوحة)، و(أكاديمية حفاظ الوحيين العالمية)، ويمكنك الاطلاع على عنوانهما عن طريق البحث في الإنترنت.
والله أعلم.