عنوان الفتوى : القيام على الأبناء والإحسان في تربيتهم من أجلّ الطاعات
سؤالي الأول: هل لي ثواب في تربية ابني، وثواب في مساعدة أهلي وأهل زوجي عند الذهاب إليهم؟ أم إن ذلك واجب عليَّ؟ فحياتي أصبحت كلها مشقة. سؤالي الثاني: ابني لم يستطع النوم إلى ما قبل أذان الفجر، ومكثت معه، وغلبني النوم من شدة الإرهاق، فصليت الفجر قضاء، فما حكم ذلك؟ وهل هذا يعني أني ضعيفة -دينيًّا- في حب الله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن من أجلّ الطاعات وأعظم القربات، القيام على الأبناء، والإحسان في تربيتهم.
وتربيتهم، والقيام على شؤونهم، وإن كان واجبًا لكن هذا لا يمنع أن تكوني مثابة عليه، وكذا على تبعلك لزوجك، وقيامك على خدمته، ومساعدتك لأهلك وأهله، فكل هذا له ثوابه العظيم المذخور عند الله تعالى، والله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، وهو سبحانه لا يضيع أجر المحسنين.
وفي الصحيح عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، هل لي أجر في بني أبي سلمة؟ أنفق عليهم، ولست بتاركتهم هكذا وهكذا، إنما هم بني، فقال: نعم، لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم. فهذا عن سؤالك الأول.
وأما سؤالك الثاني: فما دام قد غلبك النوم حتى فاتتك الصلاة، فلا إثم عليك في ذلك، ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من يترك الصلاة حتى يدخل وقت التي تليها.
ولا يدل نومك عن الصلاة على رقة دِينك، فقد فاتت الصلاة بسبب النوم من هو خير من جميع الخلق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما ثبت ذلك في الصحيحين، وغيرهما.
والله أعلم.