عنوان الفتوى : واجب المسلم تجاه أقاربه وإخوانه المقصرين في جنب الله
أدرس حاليا في فرنسا أريد أن أعرف كيف يجب أن يكون تعاملي مع أناس منا ولكن لا يصلون وربما يفعلون ذنوبا أخرى،هل أحسن إليهم وأستطيب قلوبهم رغم ذلك ؟ وهل إن وجدت نفسي أكاد أفتن بهم، أدعهم و ألتمس ما يحب الله لنفسي . لدي بعض أفراد العائلة هنا في أوروبا أريد أن أصلهم ولكنني كلما فعلت ذلك وجدت نفسي في حرج إذ أنهم لا يبالون بتسليم الذكر باليد على المرأة غير المحرم. وأن هناك من مخالفات هدي الحبيب ما لا يحصى أفأصلهم ولو خفت من الفتنة ماذا أفعل مع العلم أنهم يدعونني لزيارتهم. ما مدى تعامل المسلم مع الكافر ماذا علي لو أني دعوت بعضهم لطعام لعلهم يسمعون ويرون ما تستطاب به القلوب. أفيدونا أفادكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على اهتمامك بالتبصر في أمور دينك وزادك حرصا على التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعاملك مع إخوانك وأقربائك.
وأما الواجب عليك تجاه إخوانك المقصرين هو أن تدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترغبهم في فعل الطاعات وترك المعاصي، سيما التهاون في الصلاة وتركها، فهي عماد الدين، وقد بينا في الفتوى رقم: 6061 خطورة ذلك وأدلته فلتراجعه، ولتكن دعوتك إياهم بالحكمة والموعظة الحسنة والصبر وعدم الاستعجال وتحن إليهم وتستطيب نفوسهم بما لا يصدك عن دينك أو يفتنك فيه أو يوقعك في المعاصي، فإن ترتب على مجالستهم بعض ذلك فالواجب هو الابتعاد عنهم وهجرهم إن لم يستجيبوا لما تدعوهم إليه من الحق ولا تجلس إليهم، فإن كثرة المساس تميت الإحساس كما يقولون، ولتختر من يعينك على الطاعة كما قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28}
وأما أرحامك فيجب أن تصلهم وتدعوهم بالتي هي أحسن وتبين لهم حرمة المصافحة؛ كما بينا في الفتوى رقم: 1025 وتحثهم على التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتركهم للشيطان، ولتبتعد عما يجرك إلى الفتنة، وقد فصلنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 54486 كما بينا في الفتوى رقم: 9896 ضوابط تعامل المسلم مع الكافر فنرجو مراجعته والاطلاع عليه.
نسأله سبحانه أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، وأن يعصمنا من الغواية، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا للإيمان إنه سميع مجيب.
والله أعلم.