عنوان الفتوى : الصلاة المشيشية وصيغ الصلاة
في بعض الكتب الدينية نجد الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسنودة إلى شخص ما، مثلا الصلاة المشيشية لابن مشيش, وكما نجد هذه الصلاة مصحوبة بفضائلها, كنيل ثواب عظيم مع أنه ليس هناك حديث يثبت صحتها، ما حكم هذا, وأتمنى معرفة أطول صلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) مثبوتة في سنتنا؟ وأشكركم على الجهود المبذولة لجعل موقعكم الإلكتروني أفضل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سميت هذه الصلاة بالمشيشية نسبة إلى عبد السلام بن مشيش كما ذكر الأخ السائل، ولعله قد اطلع على ألفاظها وما تضمنته كلماتها مما هو منكر إلا أن يتمحل له بضروب التأويل، وإثبات ثواب معين لهذه الصلاة أيضاً لا أصل له، ولا يصح أن يثبت ثواب معين لعمل معين إلا بدليل شرعي صحيح، ولم يرد حديث بهذه الصيغة ولا تحديد ثواب، فهذه أشياء مبتدعة يجب الحذر منها والابتعاد عنها. وأمر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واسع ما دامت لم تحمل مخالفة شرعية ولا اعتقد قائلها لها ثوابا محدداً، ويستأنس لهذا بما روي عن الأصبهاني أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: يا رسول الله، محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك هل خصصته بشيء؟ قال: نعم، سألت ربي عز وجل أن لا يحاسبه، قلت: بماذا يا رسول الله؟ فقال: إنه كان يصلي علي صلاة لم يصل علي مثلها، فقلت: وما تلك الصلاة يا رسول الله؟ فقال كان يقول: اللهم صل على محمد كلما ذكرك الذاكرون، وصل على محمد وعلى آل محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون. انتهى. من مغني المحتاج.
وهذه الصيغة لم يرد بها حديث صحيح، ولكن الشافعي لم يكن يدعى لها ثواباً معينا وليس فيها مخالفة شرعية، وقد وردت في الأحاديث الصحيحة عدة صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جمعها النووي رحمه الله في صيغة واحدة فقال كما في المجموع: ينبغي أن يجمع ما في الأحاديث الصحيحة السابقة فيقول: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وهذا على طريقة من يرى من أهل العلم جمع ما روي في أحاديث متفرقة فيقوله كله وهي طريقة النووي وجماعة، ومن أهل العلم من يرى أن تفعل كل سنه على انفراد، لكن يفعل بهذه أحياناً وبهذه أحياناً أخرى، وهي طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة. رحم الله الجميع.
والله أعلم.