أرشيف المقالات

تخريج حديث: الاثنان فما فوقهما جماعة

مدة قراءة المادة : 20 دقائق .
تخريج حديث: الاثنان فما فوقهما جماعة
 
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الِاثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ».

ضعيف.

أخرجه ابن أبي شيبة (8811)، وعبد بن حميد (567)، وابن ماجه (972)، وأبو يعلى (7223)، والروياني (586)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1846)، والعقيلي في «الضعفاء» (2/ 324)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (846)، وابن عدي في «الكامل» (4/ 509) و (4/ 510)، والدارقطني (1087)، والحاكم (7957)، والبيهقي في «الكبير» (5072)، والخطيب في «تاريخه» (9/ 404) و (12/ 314)، وابن عساكر في «تاريخه» (52/ 234)، من طرق، عن الربيع بن بدر، عن أبيه بدر بن عمرو، عن جده عمرو بن جراد، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، به.
 
قال البيهقي: «رواه جماعة عن عليلة وهو الربيع بن بدر وهو ضعيف، والله أعلم، وقد روي من وجه آخر أيضًا ضعيف».
 
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (7/ 206): «إسناده ضعيف، وإن ذكره ابن السكن في «صحاحه»؛ الربيع بن بدر بن عمرو عليلة، وهو واه، وأبوه وجده مجهولان، قاله الذهبي، وعجيب من الحاكم في إخراجه له في «مستدركه»، لكنه سكت عنه، فلم يصححه ولم يضعفه، ولما أخرجه البيهقي في «سننه» قال: في إسناده الربيع، وهو ضعيف، وقال: وروي من وجه آخر بإسناد ضعيف، ثم أخرجه من حديث أنس مرفوعًا باللفظ المذكور»اهـ.
 
قلت: هذا إسناد ضعيف جدًّا.
• الربيع بن بدر، متروك.
 
قال ابن معين في «رواية الدوري» (3276): «الربيع بن بدر، ليس بشيء».
وقال أحمد في «مسائل ابن هانئ» (2272): «لا يسوى حديثه شيئًا».
وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 455): «لا يشتغل به، ولا بروايته، فإنه ضعيف الحديث ذاهب الحديث».
وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (181): «واهي الحديث».
وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (333) و(515): «ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه».
وقال يعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/ 61): «ضعيف متروك».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (200): «متروك الحديث».
 
وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 366): «كان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات المقلوبات، وعن الضعفاء الموضوعات».
 
وقال الحافظ في «التقريب»: «متروك».
* وأبوه بدر بن عمرو بن جراد التميمي، مجهول العين.
قال المزي في «التهذيب» (4/ 28): «روى عنه ابنه الربيع بن بدر، ولم يرو عنه غيره».
وقال الذهبي في «الميزان» (1/ 285): «لا يدرى حاله، فيه جهالة، ما روى عنه غير ولده».
وقال الحافظ في «التقريب»: «مجهول».
* وجده عمرو بن جراد، مجهول العين أيضًا.
 
قال الذهبي في «الميزان» (3/ 259): «عمرو بن جراد، عن أبي موسى الأشعري، لا ندري من هو، وهو جد لعُلَيلة بن بدر».
 
وقال الحافظ في «التقريب»: «مجهول».
 
وهذا الحديث له شواهد:
الشاهد الأول: عن الحكم بن عمير الثمالي.
أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (9/ 418)، وابن أبي خيثمة في «تاريخه» (1/ 150)، والبغوي في «معجم الصحابة» (482)، وابن عدي في «الكامل» (8/ 239)، وابن عبد البر في «الاستذكار» (5/ 316)، وفي «التمهيد» (14/ 138)، من طريق بقية بن الوليد، عن عيسى بن إبراهيم القرشي، عن موسى بن أبي حبيب، قال: سمعت الحكم بن عمير الثمالي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثْنَانِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ».
 
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 125): «الحكم بن عمير، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر السماع ولا لقاء أحاديث منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب؛ وهو شيخ ضعيف الحديث، ويروي عن موسى بن أبي حبيب عيسى بن إبراهيم، وهو ذاهب الحديث، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: روى هذه الأحاديث عن عيسى بن إبراهيم بقية بن الوليد» اهـ.
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد الثاني: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
أخرجه الروياني في «مسنده» (835)، من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الِاثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ».
 
قلت: هذا إسناد ضعيف جدًّا.
فيه عنعنة الحسن، بغض النظر هل سمع من سمرة أو لا.
وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وتقدم في هذا الكتاب ذكر كلام الأئمة فيه، ونذكر في هذا الموضع بعضه.
 
روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 198)، عن علي بن المديني، قال: سمعت يحيى - يعني القطان - وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قال: «لم يزل مختلطًا، كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب».
 
وفيه أيضًا، عن أحمد بن حنبل، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي، منكر الحديث».
 
وفيه أيضًا، «حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ما روى عن الحسن في القراءات، فأما إذا جاء إلى المسند يسند عن الحسن، عن سمرة أحاديث مناكير، وعن عمرو بن دينار يسند عنه مناكير، ليس أراه بشيء، وكأنه ضعفه».
 
وفيه أيضًا، عن ابن المديني، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي، لا أكتب حديثه».
وفيه أيضًا، قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن إسماعيل بن مسلم العبدي، فقال: هو ضعيف الحديث مخلط.
قلت له: هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد؟ قال جميعا ضعيفين، وإسماعيل هو ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يكتب حديثه.
قال: وسمعت أبا زرعة ذكر إسماعيل بن مسلم المكي، فقال: هو بصري سكن مكة يحدث عن الحسن، ضعيف الحديث»
.
وقال الدوري في «التاريخ» (3237): «سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (36): «متروك الحديث».
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد الثالث: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
أخرجه الدارقطني (1088)، من طريق عثمان بن عبد الرحمن المدني، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ».
 
قلت: عثمان بن عبد الرحمن؛ هو ابن سعد بن أبي وقاص.
قال ابن معين في «سؤالات الدوري» (1359): «ليس بشيء».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 238): «تركوه».
وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 157): «متروك الحديث، ذاهب الحديث، كذاب».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (418): «متروك الحديث».
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 72): «كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به».
وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 32): «عامة أحاديثه مناكير، إما إسناده أو متنه منكرًا».
وقال الدارقطني في «سننه» (4/ 175): «متروك الحديث».
وقال الحافظ في «التقريب»: «متروك، وكذبه ابن معين».
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد الرابع: عن أنس رضي الله عنه.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (5/ 460)، والبيهقي في «الكبير» (5073)، من طريق محمد بن الصلت، قال: حدثنا سعيد بن زَرْبي، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الِاثْنَانِ جَمَاعَةٌ، وَالثَّلَاثَةُ جَمَاعَةٌ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ جَمَاعَةٌ».
 
قلت: سعيد بن زَرْبِي، منكر الحديث.
قال ابن معين في «تاريخه» رواية الدوري (3290): «سعيد بن زربي ليس بشيء».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 473): «سعيد بن زربي أبو معاوية صاحب عجائب».
وقال أبو حاتم الرازي في «الجرح والتعديل» (4/ 24): «ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب من المناكير».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (278): «ليس بثقة».
وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 399): «كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته».
وقال الحافظ في «التقريب»: «منكر الحديث».
وتوبع سعيد بن زربي.
 
فقد أخرجه الخطيب في «المتفق والمفترق» (551)، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، قال: حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصفار بتستر، قال: حدثنا أبو زياد التستري حماد بن سليمان، قال: حدثنا أبو عمرو خالد بن أبي عثمان، عن الربيع بن سليمان بن عبد الملك، قال: حدثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه، به.
 
آفته الربيع بن سليمان بن عبد الملك، وأبو زياد التستري حماد بن سليمان، فلم أقف لهما على ترجمة.
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد الخامس: عن أبي أمامة رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6624)، وفي «مسند الشاميين» (877)، وابن عدي في «الكامل» (9/ 474)، من طريق مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الِاثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ».
 
مسلمة بن علي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 388): «منكر الحديث».
 
وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 268): «حدثني أبي، قال سمعت دحيمًا يقول: مسلمة بن علي الخشني: ليس بشيء.
 
قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: مسلمة بن علي الخشني، ليس بشيء.
 
سئل أبي عن مسلمة بن علي، فقال: ضعيف الحديث، لا يشتغل به، قلت: هو متروك الحديث؟ قال: هو في حد الترك، منكر الحديث.
 
سئل أبو زرعة عن مسلمة بن علي، فقال: منكر الحديث»
اهـ.
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد السادس: عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه ابن المغلس في كتابه «الموضح»، كما في «البدر المنير» (7/ 206)، عن علي بن يونس بن السكن، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق الضرير، قال: حدثنا علي بن يحيى، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «اثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ».
 
قال ابن الملقن: «وهذا سند فيه من لا يُعرف.
قال الشاشي في «تخريج أحاديث المستصفى»: هذا حديث لا يصح لجهالة بعض رواته»
.
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد السابع: عن أبي أمامة رضي الله عنه، أيضًا.
أخرجه أحمد (22189) و (22316)، والطبراني في «الكبير» (8/ 212) (7857)، من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي، فقال: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا يُصَلِّي مَعَهُ؟»، فقام رجل فصلى معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَذَانِ جَمَاعَةٌ».
 
قال الهيثمي في «المجمع» (2/ 173): «رواه أحمد والطبراني، وله طرق كلها ضعيفة».
 
وقال الحافظ في «التلخيص» (3/ 178): «هذا عندي أمثل طرق هذا الحديث لشهرة رجاله، وإن كان ضعيفًا».
 
قلت: هذا إسناد تالف، وقد تقدم بيان حال رجاله في أكثر من موضع في هذا الكتاب؛ منها عند حديث رقم (1178)، وحديث رقم (1204).
وتوبع علي بن يزيد.
 
فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (8/ 248) (7974)، من طريق الحسن بن دينار، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، به.
 
قلت: جعفر بن الزبير.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 192): «تركوه».
 
وروى العقيلي في «الضعفاء» (1/ 496): عن غندر، قال: رأيت شعبة راكبًا على حمار، فقيل له: أين تريد يا أبا بسطام؟ قال: أذهب فأستعدي على هذا، يعني جعفر بن الزبير، وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث كذب.
 
وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 479): «سمعت أبي يقول: جعفر بن الزبير متروك الحديث، كان ينزل البصرة، وكان ذاهب الحديث، لا أرى أن أحدث عنه، وهو متروك الحديث.
 
سمعت أبا زرعة يقول - وكان في كتابنا حديث عن جعفر بن الزبير - فقال: اضربوا عليه.
فقلت: ما حال جعفر بن الزبير، أضعيف هو؟ قال: كما يكون، لا أُحدِّث عنه، ليس بشيء»
اهـ.
 
وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 250): «يروي عن القاسم مولى معاوية وغيره أشياء كأنها موضوعة، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيهًا بالوضع»اهـ.
 
وقال الدارقطني: «متروك».
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد الثامن: عن الوليد بن أبي مالك، مرسلًا.
أخرجه أحمد (22315)، قال: حدثنا هشام بن سعيد، قال: حدثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، قال: دخل رجل المسجد، فصلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ؟»، قال: فقام رجل فصلى معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَذَانِ جَمَاعَةٌ».
 
وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه معضل؛ فالوليد بن أبي مالك يروي عن التابعين.
♦♦ ♦♦ ♦♦
 
الشاهد التاسع: عن القاسم أبي عبد الرحمن، مرسلًا.
أخرجه أبو داود في «المراسيل» (26)، عن أبي توبة، عن الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، عن مكحول، ويحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، قال: دخل رجل المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُتِمَّ لَهُ صَلَاتَهُ»، فقام رجل فصلى معه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَهَذِهِ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ».
 
قلت: هذا مرسل، والقاسم أبو عبد الرحمن الأكثرون على تضعيفه.

شارك الخبر

المرئيات-١