ذنوب الخلوات
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
ذنوب الخلواتقد تغريك نفسك بفعل المعصية، وتمنيك أنها مرة ولن تتكرر، فإياك وهذا الخداع؛ فو الله لن تكون آخر مرة، فمن عقاب السيئة السيئة بعدها، وإن كنت ذقت لذة المعصية فسيذكرك بها الشيطان حتى تكررها، وخاصة في أوقات خلواتك، فلا تفتح على نفسك بابًا أُغلق عنك، ولا تُعن عدوك على نفسك، وكفى ما أنت فيه من ذنوب تحتاج إلى توبة، فلا تُضف لها ذنبًا جديدًا.
اعلم أنك في كل مرة تأتي فيها هذا الأمر تفتح على نفسك بابًا قد لا تستطيع إغلاقه إلا أن يتداركك الله تعالى برحمته وينقذك من هذا البلاء.
اعلم أن اعتياد هذا الأمر يهون من شأن النظر إلى المحرمات، ولن تقنع بصورة أو بمشهد، وستتطلع دائمًا إلى ما يكشف لك من العورات أكثر، حتى تصل إلى اعتياد مشاهدة الفاحشة الغليظة والصور العارية تمامًا، وقد لا يؤثر فيك ما دون ذلك من المشاهد والصور والمقاطع، فتظل هكذا في انحدار يتبعه انحدار.
وربما لا تكتفي ولا تشبع ولا تقنع بمجرد النظر والمشاهدة، فتتطلع إلى الممارسة الفعلية إن أتيحت لك فرصتها، وإن لم تتح انشغل بها بالك واستولت على تفكيرك.
اعلم أن في ذلك الأمر مضيعة عظيمة للوقت، فقد لا ينوي الإنسان في البداية إلا مشاهدة مقطع أو مقطعين، أو مشهد أو مشهدين، فتظل المشاهد تتوالى أمامه من النت أو تتوالى الكليبات أو الأفلام من القناة التليفزيونية بصورة لا تنتهي، وقد تفاجأ أنك مكثت أمام الشاشة الليل بطوله وأنت لا تشعر، وهكذا تضيع الأعمار هباءً، بل إن بعض من ابتُلوا بهذه المصيبة يقولون: إن بها منبهًا للأعصاب، فقد يكون الإنسان متعبًا جدًا ولكن ما أن يبدأ في مطالعة هذه المواد حتى يختفي الشعور بالتعب ويستعيد تركيزه، وبعد الانتهاء من المشاهدة وانقضاء الساعات الطوال يشعر بالتعب وقد تراكم عليه مما يؤثر على عمله ودراسته وتركيزه ومعيشته طوال اليوم التالي.
فهذه نصيحة من قلب يحب لك الخير، وتوسل لقلب لا يخلو من الخير: أرجوك...
لا تشمت الشيطان...
لا تغضب الرحمن...
لا تعن عدوك عليك.
والموفق من وفقه الله وأعانه، والمخذول من خذله الله وأعانه، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته وأن يجنبنا معصيته، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.