عنوان الفتوى : حكم وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
جزاكم الله خيرا على ردودكم ونصائحكم ووفقكم الله أنا في التاسعة عشر من عمري تربيت أفضل تربية من أهلي والحمد لله ، لكن هناك شيء لا يعجبني في أهلي وبالذات أبي وأمي وبعض أقاربي ، فنحن ننتمي إلى مذهب بعيد عن المذاهب الأربعة المعروفة ، مذهب فيه بعض الخرافات والأباطيل والحمد لله الذي هداني بالابتعاد عنه في هذا المذهب لا يرفع المصلي يده " أي وضع اليد اليمنى على اليسرى " في الصلاة وقد تأكدت من وجوب ذلك ، لكن المشكلة عندما أصلي في المسجد فإن أبي إذا رآني قد وضعت يدي بهذا الشكل فإنه يغضب علي ويؤنبني ،أحاول تفاديه بعض الأحيان والمشكلة الأكبر في المنزل عندما يقوم أحد من أهلي والذين اقتنعوا بوجوب ذلك برفع يدهم إلى صدورهم فإن أبي يغضب ويهددهم بالضرب بالخيزران !! أريد أن تفتوني أولا بوجوب وضع اليدين على الصدر وهل أكون آثما إن أنزلتها حتى لا أغضب أبي ؟ وكيف السبيل لإقناع أبي فأنا لا أريد أن تضيع مني حسنات صلاته بسبب تعلقه بأفكار غريبة ، فلا مجال للمناقشة معه في مثل هذه الأمور حتى من إمام المسجد نفسه ! فأبي يقول أن كفار قريش كانوا يحضنون أصنامهم بطريقة تشبه طريقة وضعنا لأيدينا في الصلاة ولم يقتنع بكلامي عندما أكدت له روايات الصحابة رضوان الله عليهم عن طريقة صلاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، ناقشته مرة واحدة، ولا أستطيع فعلها مرة أخرى فلا أعلم ما العواقب أرجوا أن تفيدوني جزاكم الله خيرا ووفقكم الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على الابتعاد عن المذهب الذي وصفته بكونه مشتملا على الخرافات والأباطيل وتمسكك بطريق الحق، نسأل الله لك التوفيق والثبات .
ثم نقول: إنه من الواجب عليك الإحسان إلى أبيك وبره وصحبته بالمعروف كما أمر الله تعالى في قوله في شأن الوالدين: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف: 15} وقال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان: 15}
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله. وهذا لفظ البخاري.
أما عن حكم وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال القيام للصلاة فإنه ليس بواجب، بل هو سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تركها فصلاته صحيحة، وإن كان قد ترك الأفضل والأكمل.
وعليه، فلا حرج عليك في ترك هذه السنة وصلاتك صحيحة.
وراجع الأجوبة التالية أرقامها: 4749، 13208، 2591.
وعليك نصح أبيك وغيره من أفراد الأسرة وغيرهم ممن هو مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة بالحكمة، لعل الله أن ينفع بنصحك فيكون ذلك في ميزان حسناتك. فقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه.
والله أعلم.