عنوان الفتوى : بناء أسرة مسلمة أفضل للمرأة من العمل
أنا فتاة أعيش في بلاد تمنع ارتداء الحجاب ورغم هذا فإنني محجبة وأريد أن أخرج للدراسة في المغرب عند عمي لكن إلى حد الآن أمي لا تريدني أن أسافر فماذا أفعل إن لم ترد؟ والآن هناك رجل متدين يريد أن يخطبني فماذا أفعل؟ هل أقبل أم أسافر؟ علما أنني حاليا أدرس في بلادي وأخاف أن لا يستطيع الخاطب أن نهاجر يوما ما وهذا من ناحيته المادية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يثبتك على دينه وأن يزيدك تمسكا بحجابك وأن يختار لك ما هو خير لك في دينك ودنياك. والذي نراه من باب المشورة بعد أن تستخيري الله عز وجل أن تقبلي الزواج بهذا الرجل المتدين الذي رضيت دينه وخلقه، وأن لا تؤخري الزواج، فإن التعجيل بالزواج شيء ندب إليه الشرع وحث عليه، قال عليه الصلاة والسلام: ثلاث لايؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا. روا ه الترمذي وأحمد. فالزواج وبناء أسرة مسلمة وإنجاب الأولاد وتربيتهم تربية صالحة والقيام بمصالح الزوج ورعاية الأبناء، خير وظيفة تقوم بها المرأة تخدم بها دينها وأمتها ومجتمعها، وهي الوظيفة التي تتناسب مع فطرتها وما خلق الله فيها من الاستعدادات اللازمة لإحسان هذه الوظيفة! أما بخصوص رغبتك في السفر من أجل الدراسة؟ فلا نرى ذلك، والسبب ما قدمنا من كون الزواج والقيام بالوظيفة المهمة وهي إنجاب الأبناء وتربيتهم مقدم على الدراسة عند التعارض، وأن شأن المرأة هو القرار في البيت، كما أمر الله تعالى قال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى{الأحزاب: 33}. ثم إن فيه معصية للأم التي يجب طاعتها في المعروف، ونرى أن تحاولي مواصلة الدراسة في بلدك بحجابك، فإن لم تستطيعي وأجبرت على نزع الحجاب أو ترك الدراسة فنرى أن تبحثي عن بديل لهذه المدارس إن وجد؛ وإلا ففي البيت بما يتوفر لديك من وسائل، وليكن العلم الشرعي هو أول ما تهتمين بتعلمه. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.