عنوان الفتوى : رفض الأم للخاطب الذي تريده البنت
أنا أريد الإجابه من فضلكم، أنا أريد شخصا ويريدني وعندما طلب يدي والدتي قبلت وبعدها رفضت، وأنا أريده بالحلال، فهل في هذا ذنب على والدتي وقالت لي إذا تريدين رضاي لا، وتريد لي أحدا من أولاد عمي وأنا لا أريدهم، فأرجوكم ساعدوني وأخبروني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للفتاة المسلمة أن يكون نصب عينيها فيمن تريد الارتباط به صفتا الدين والخلق، فهما اللذان وصى بهما النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بتزويج من اتصف بهما، وأن لا تكون نظرتها سطحية وعاطفية، فإن كان هذا الرجل الذي تريدينه ويريدك وتقدم لخطبتك متصفاً بالدين والخلق، فعليك الاجتهاد في إقناع أمك بهذا الأمر فلعل الله تعالى يشرح صدرها بالموافقة على رغبتك.
ذلك أن طاعة الأم وبرها والإحسان إليها مأمور به شرعاً، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.
أما إذا أصرت على رفضه، وكان الحال أن الرجل مرضيا في دينه وخلقه، مع عدم كفاءة أولاد عمك في الدين والخلق، فلا يلزمك طاعة والدتك، ويجوز لك الزواج منه دون موافقتها.
وإننا نوصي هذه الأم بأن تتقي الله تعالى في بنتها وأن تراعي ما هو أصلح لها، ولا شك أن أباك هو الولي في الزواج فإن لم يوجد فأقرب رجل من عصبتك إليك.
والله أعلم.