عنوان الفتوى : النهي عن المنع من صلة الرحم
توفيت أختي التي تصغرني رحمها الله بعد معاناة مع المرض وأنا التي كنت أرعاها أثناء مرضها إلى أن رحمها الله .وكان زوجها يسيء معاملتها أثناء مرضها وكان في شدة الضيق مني لاهتمامي بأختي وكان يعتبر ذلك تقليلا من شأنه وكانت أختي تترجاني ألا أحتك به لأن لسانه سليط ويمكن أن يغلط في وكان دائم الشجار معها بسببي ويقول لها خلي أختك تنفعك بعد مماتها رحمها الله نسيت أي إساءة لي وكرست كل جهدي للاهتمام بأطفالها بعد أن أخذهم ليعيشوا مع والدته والأطفال مرتبطون بي كثيرا ويحبونني ويحبون أولادي ودائما أدفعهم لعمل الخير وأحترام أباهم وجدتهم وعمتهم وأحثهم دائما على النجاح وأحفزهم بالهدايا والفسح ... الخ لكن الأب سامحه الله مازال قلبه مليئا بالسواد ناحيتي حتى بعد أن ابتلاه الله بموت أختي وأخذ يفتعل المواقف ويشترط علي شروطا كثيرة في كيفية التعامل مع الأطفال وأنا أوافق إلى أن وصل ذات يوم وأنا أطلبهم منه لأخرجهم في العيد أنه رفض وتكلم معي بطريقة سيئة وغلط في وفي أختي الله يرحمها مما جعلني أخرج عن شعوري وأتطاول عليه عبر الهاتف ومنع مني الأطفال وقال لهم أن ينسوني أبدا وأنا لا أتصل بهم ولا أعرفهم . بالله عليك ماذا أفعل اشتكيت أنا وأبي الكبير لأمه وإخوانه الكبار رجالا ونساء وكان رد كل منهم أنه سليط اللسان ولا أحد يقدر عليه غير الله هل علي ذنب تجاه أولاد أختي هل قطعت صلة رحم يحاسبني الله عليها . أرجوكم ردوا على سؤالي هذا، ماذا أفعل تجاه ذلك وهل الله غاضب مني هل كان يمكن أن أعمل حاجة أخرى تقيني شر هذا الرجل وأحافظ على رؤيتي لأولاد أختي بالرغم من رفضه لذلك ؟ جزاكم الله كل الخير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لأختك الرحمة ولزوجها الهداية.
ثم إننا نشكر لك حرصك على التواصل بينك وبين أبناء أختك، ونرجو أن تنالي الأجر من الله تعالى على ذلك لما في صلة الرحم من أجر عظيم، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال لها: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك.
ومن هنا ندعو أبا هؤلاء الأبناء أن لا يحرمك من التواصل مع أبناء أختك ما دام لا يوجد مبرر شرعي يمنعه من ذلك، ولا بأس بمواصلة نصحه في هذا الأمر وتوسيط من له جاه مقبول عنده حتى يتخلى عن هذا الخلق المشين الذي يأباه الدين والخلق الرفيع، فإن أبى وأصر على موقفه هذا وأمكن التواصل عن طريق الهاتف أو اللقاء في الأماكن العامة فلا حرج في ذلك، فإن تعذر ذلك كله فليس عليك إثم إن شاء الله تعالى في هذه القطيعة؛ إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وللاستفادة تراجع الفتوى رقم: 59164.
والله أعلم.