عنوان الفتوى : اختلاف البلدان والعدل بين الزوجتين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب متدين والحمد لله شهوتي شديدة متزوج ولا أتحمل البقاء بعيدا عن زوجتي وأنا الآن مسافر بعيدا عنها في إحدى الدول العربية لظروف اضطرارية ولا أستطيع الإتيان بها في هذا الوقت وليس لي سكن مقبول لكي أتزوج زواجا شرعيا فما هي الصور الشرعية لتحصين نفسي وسط تلك الفتن التي تحيط بي في هذا المكان، وهل من زواج بطريقة شرعية بدون تكلف نفقة، وأنا غريب في هذه البلد، فهل من موقع إسلامي أبحث فيه عن زوجة بهذه الطريقة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نحب أن نذكر أن أهم ما ينبغي للمسلم أن يحافظ عليه وأن يسعى في تحصيله وتكميله وعدم حصول النقص فيه هو دينه، الذي به نجاته وفلاحه في دنياه وأخراه، وأن يقدمه على كل ما سواه، فإن تعارض الدين مع أمر من أمور الدنيا المباحة، سعى في الجمع بينهما، فإن لم يتمكن من الجمع قدم الدين، فلا خير في ما يحصل من الدنيا إذا كان ذلك على حساب الدين، كما قال الأول:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا   * لا بارك الله في دنيا بلا دين

وعلى هذا فنقول للأخ: حاول الجمع بين الأمرين بمحاولة استقدام الزوجة إلى البلد الذي تقيم فيه، والصبر على قلة ذات اليد، وسيجعل الله سبحانه لك من أمرك مخرجا ما دامت نيتك إحصان فرجك بالحلال، فإن لم تستطع واستطعت السفر إليها كل فترة قصيرة فافعل.

أما بخصوص سؤالك عن زواج شرعي بدون كلفة فربما تجد امرأة لا تطلب مهراً باهظاً وتتنازل عن حقها في السكن والنفقة بأن يكون لديها سكن ولا تحتاج إلى النفقة وهو ما يعرف بزواج المسيار، وانظر حكمه في الفتوى رقم: 3329.

لكن سيبقى أمامك مسألة العدل بينها وبين زوجتك الأولى في المبيت والنفقة، كما هو مذهب بعض أهل العلم في إيجاب التسوية وإن اختلفت البلاد، فهل ستسامحك في حقها أم سيكون لا بد لك من أحد أمرين، إما الإتيان بها أو السفر إليها قدر المدة التي تقضيها مع الزوجة الثانية، وكلا الأمرين غير ممكن في ظروفك الحالية، وعلى كل حال ننصحك بالآتي:

- كثرة الصوم فإن فيه وجاء- أي وقاية- كما جاء في الحديث.

- الحرص على رفقة صالحة.

- شغل أوقات الفراغ بعمل ديني أو دنيوي نافع.

المواظبة على الأعمال الصالحة.

احتساب الأجر عند الله سبحانه على ما تعاني منه من حرمان من الأهل وصبر عن ما حرم الله، سائلين المولى سبحانه أن لا يحرمك الأجر، وأن يسهل أمرك، وأن يحصن فرجك بالحلال.

والله أعلم.