عنوان الفتوى : الهجر يستخدم إذا كان نافعا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة تربيت وسط أقاربي ولكني مؤخرا اكتشفت كثيرا من التصرفات المخزية حيث اكتشفت أن زوج عمتي على علاقة غير شرعية مع عمتي الأخرى غير المتزوجة مع العلم بأنهما يفوقان من العمر الخمسين وأن عمتي على علم بالأمر منذ ما يقرب العشرين سنة واكتشفت من مصدر مؤكد أن زوج عمتي يقوم بالتحرش بالعديد من نساء العائلة بما فيهم جدتي التي هي على علم بعلاقته مع عمتي كذلك الجميع -أقصد أبي وأعمامي وعماتي- على علم بما يجري وكل من كان يجرؤ على مواجهة الأمر- بصفة محتشمة جدا- كانوا يستعملون جميع الوسائل الدنيئة بما فيها السحر والشعوذة كذلك اكتشفت فضائح أخرى على عمتي الصغرى المتزوجة وعند هذه الوضعية المخزية والخطيرة قمت بمقاطعة الجميع أعمامي وعماتي دون المحاولة بتقديم النصح لأني متأكد من النتيجة ولكني بقيت على اتصال بأولاد أعمامي وعماتي وأقدم لهم دائما العون والنصح لأن أملي بقي فيهم فقط، ومنهم من اتبع طريقي وقام بمقاطعة الكبار والجميع يعرف موقفي؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما اكتشفته من التصرفات في عائلتك تنافي الدين والأخلاق والفطرة السليمة، وسبب هذا هو الابتعاد عن الدين وعدم معرفة ما أنزل رب العالمين، ولا يجوز لك أن تقر هذه الأعمال أو تسكت عليها، وإلا صرت مشاركا لهم في الإثم، فإن من يقر الخبث في أهله يسمى ديوثاً، وفي الحديث: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد.

فواجبك هو إنكار هذا المنكر، ومراتب إنكار المنكر ثلاثة هي: التغيير باليد إن أمكن، فإن لم تستطع فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك، كما جاء في الحديث. والإنكار بالقلب هو أضعف الإيمان، ولا يعفى منه مسلم، وقد قال صلى الله عليه سلم عن الإنكار بالقلب: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. 

وعليك بذل النصح لهم فإن الدين النصيحة، قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. فلتقم بصلة هؤلاء الأقارب تنصحهم، وبين لهم أن الذي هم عليه يغضب الله ويجلب سخطه ومقته، ولا تيأس من صلاحهم، فإن الهداية بيد الله، فلعل الله يهديهم على يديك. 

كما أن لك هجرهم إذا رجوت أن يؤثر فيهم، فإن الهجر علاج يستخدم إذا كان نافعاً، ولا يعد من قطيعة الرحم إذا كان بهذه النية، كما أنه ينبغي لك أن تحرص على دعوة الصغار من العائلة الذين لم تتلوث قلوبهم وأخلاقهم بهذه الأفعال المشينة، وكذا من يستجيب لك من الكبار، وتكون مثلا لهم في استقامتك وصلاحك، وستكون العاقبة لكم في النهاية بإذن الله. 

والله أعلم.