عنوان الفتوى : عد التسبيح بالأصابع سنة فعلية وقولية
بسم الله الرحمن الرحيم أثناء سيري بالطرقات والشوارع أسبح بالعادة باللسان دون العقد باليد، فهل الأفضل أن أعقد بيدي أثناء التسبيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عد التسبيح بالأصابع سنة قولية وفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم، لما روى أبو داود والترمذي عن يسيرة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات. هذا لفظ أبي داود وهو حديث صحيح، وفي لفظ له وللترمذي: واعقدن بالأنامل.
وروى أبو داود بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده. وفي زيادة له: بيمينه. وعليه فعد التسبيح بالأصابع أفضل إن أمكن لهذه الأحاديث، ولكونهن يشهدن لمن عد تسبيحه بهن. هذا مع التنبيه إلى أن من لم يعد تسبيحه، أو استغفاره، أو أذكاره المطلقة فلا حرج عليه ولا ينقص ذلك من أجره شيئاً، فهي معدودة محفوظة عند الله تعالى.
وأما كيفية استعمال الأصابع في عد التسبيح، فالأمر فيها واسع، ولا نعلم حديثاً نقل فيه هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد بكل أصبع تسبيحة واحدة أو ثلاث تسبيحات بكل مفصل تسبيحة، وأي الكيفيتين فعل الإنسان أجزأه، قال ابن علان: يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل، أو بجملة الأصابع. والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كل ذكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها. وفي شرح المشكاة: العقد هنا بما يتعارفه الناس.
والله أعلم.