عنوان الفتوى : قد يكون الطلاق أحيانا مندوبا

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أعرض عليكم موقفي لعلكم تساعدوني فيما يرضي الله، أنا رجل في الثالثة والأربعين، من الله علي بالزواج المبكر منذ أكثر من عشرين عاما في وقت يصعب فيه ذلك على الكثير من زملائي ووفقني إلى زوجة صالحة في كل شيء ورزقني من الإناث اثنتين ومن البنين ولدا والحمد لله وكنت دائم الرعاية لهم والسعي عليهم وعلى الرغم من أسفاري الكثيرة للعمل أو العلم إلا أنني كنت دائما محبا لزوجتي وبيتي ومع اشتداد الضغوط العصرية كنت أجاهد نفسي ما استعطت وأمنعها عن الانزلاق في الهوى إلى أن أصبحت متوتر الشعور حذر التعامل وتضاربت معي الأمور أكثر من مرة ولكن كنت ألجأ إلى إيماني حتى لا تسوء بي الأمور وحتى أقطع هذه الحيرة حدثت زوجتي بما في نفسي من رغبة وقوة للنساء لا تطفئها هي على حبي لها وطبيعة عملي الاحتكاكية وأضفت إلى ذلك الرغبة في النسل حيث أنني وحيد وكم عانيت من هذه الوحدة ولا أحب هذا لولدي وكان أبي وحيدا أيضا فليس له أشقاء ولذا صار هاجسا لدي أن يكون لي زوجة أخرى أو تنجب زوجتي المزيد وكان النقاش حول ذلك من وقت إلى آخر على نحو عرضت عليها إحدى السيدات المطلقات من معارفنا وأقرت أنها لاتأبه فهي أقل جمالا منها وبعد فترة قصيرة تعرفت على سيدة من معارفنا مطلقة وميسورة الحال وجميلة فناقشت الأمر مع زوجتي فلم تعلق واستمرت العلاقة حتى بات الزواج من هذه السيدة وشيكا فإذا زوجتي تتحول إلى إنسان أخرق يتحدث بما لا يليق وتنشر الشائعات حول في العائلة وخارجها وتصرح أنها تقبل أن أتزوج من السيدة الأولى أو أي أحد إلا هذه السيدة وتحملت بصبر وواجهت من واجهت من أهلي وأهلها وأمنت لها بيتا خاصا باسمها وأولادها وطلبت أن يوضع مال باسم الأولاد ففعلت ثم منعت نفسها عني بحجة أنني أصبح لي زوجة أخرى فصبرت ودعوت الله أن لا يخزيني ويوسع علي حتى لا أقصر وقد أنعم الله على بفضل والحمد لله وسارت الأمور بين شد وجذب إلى أن انتبهت أن زوجتي تذكي في داخلي نار القلق والشك والتمسك بالمنع عني حتى أترك الأخرى وأظن أنها قد نجحت فبعد ثلاث سنوات اكتشفت ألا أمل للزوجة الجديدة في الإنجاب لمشاكل صحية كانت تعلمها ولم أخبر بها إلا بعد الزواج ولكن رأيت الصبر والذهاب عند الأطباء قد يكون خيرا وحتى إن هذه المشاكل كانت تمنع العلاقة الزوجية لأكثر الشهر ولكن هذا لم يكن يشغلني على أمل أنه عارض ويزول حتى تأكد الخبر بأنه ليس بعارض فتغير طابع الزوجة الجديدة إلى الحدة والغيرة من أولادي وعدم العمل على راحتي والكذب وما إلى ذلك من منغصات ولما كنت مسافرا للعمل لفترة توقفت عن الاتصال بي وهي لم تكن تفعل من قبل فأنا الذي كنت دائم الاتصال إلا إذا كانت تريد هي شيئا المهم أنني أرى الآن أن الانفصال هو الحل حيث لم يحقق هذا الزواج الغرض الشافي منه وأثر سلبيا بعض الشيء على حياتي الأسرية فهل إذا طلقت يكون ذلك إثما وهل لهذا الإثم إن كان أي صورة من صور الكفارات وأعتذر جدا للإطالة وفقكم الله لخير المسلمين

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق مباح مع الكراهة في الأصل، ولا يأثم الإنسان بفعله، كما قد أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 48927.

وقد يكون الطلاق في مثل حالك مندوبا تؤجر عليه إن كان الدافع إليه هو خشية أن لا تقوم بحقها وأن لا تقيم حدود الله معها.

والله أعلم.