عنوان الفتوى : أعطى الله الإنسان من البصيرة ما يؤهله لمعرفة الحق
بما أن الإسلام هو الدين الصحيح، بماذا أنا كشاب مسلم تربيت في بيئة مسلمة واعتنقت الإسلام بدون عناء أفضل من الشاب اليهودي أو النصراني الذي يجب أن يبحث ويسعى ويحلل ويقارن بين الديانات حتى يصل إلى الإسلام إن يصل والذي في حال عدم اعتناقه الإسلام سيكون مصيره جهنم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن من سعادة المرء وفضل الله عليه أن يولد في بيئة مسلمة، فيبقى على الفطرة التي ولد عليها، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟
ومع هذا الفضل الكبير من الله تعالى، فإن الشاب المولود من أصل يهودي أو نصراني إذا بحث عن الحقيقة وتوصل إليها وآمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كان له أجر كبير من الله، وكان إيمانه -في الغالب- أقوى وأرسخ ممن ورث الإيمان من بيئته، ولم يبحث عن الحقيقة بنفسه.
والبحث والتطلع إلى اليقين هو الذي أمر الله به، وعاب على الكفار تقليدهم الأعمى لما وجدوا عليه آباءهم، قال الله تعالى عنهم: بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {الزخرف: 22}.
وأما إذا لم يعتنق الإسلام فمصيره إلى النار، مثل الذي هو مولود في بيئة إسلامية، روى الإمام أحمد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة.
ولا غرابة في هذا الموضوع، لأن الله تعالى قد أعطى الإنسان من البصيرة ما يتيح له أن يتعرف على الحق والصواب، وقد أعذر الله إليه بإمهاله إلى سن التكليف وبإرسال الرسل، فإذا لم يأخذ بما أمره الله به، فقد استحق العذاب.
والله أعلم.