عنوان الفتوى : دعاء أنس بن مالك حين قدم على الحجاج
دعاء أنس بن مالك حين قدم على الحجاج، والدعاء الذي يدعى به كل صباح. هل هذا الحديث صحيح ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء في كتب التاريخ أن أنسا رضي الله عنه لما قدم على الحجاج أيام فتنة ابن الأشعث وما جرى فيها قال له الخبيث كلاما لا يليق أن يوجه إلى أحد من أهل الفضل والعلم العاديين، أحرى أن يكون من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خاصته وخدمه.
فاسترجع أنس رضي الله عنه وقال: والله لو أن اليهود أو النصارى وجدوا اليوم من صحب نبيهم أو خدمه لتسابقوا لتكريمه وخدمته..
فبلغ ذلك الخليفة عبد الملك بن مروان فكتب إلى واليه الحجاج يوبخه ويقول له: ويلك! لقد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد.. إذا جاء كتابي فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه.
هذا مجمل ما ذكروه عند ما قدم أنس على الحجاج الخبيث. ومعظمه في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، ولم يذكر دعاء لأنس في هذا المقام.
وفي كتاب الدعاء للطبراني أن أنسا كان عند الحجاج وهو يعرض خيلا فقال: يا أبا حمزة؛ أين هذه من الخيل التي كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تلك والله كما قال الله عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ. وهذه هيئت للرياء والسمعة، فغضب الحجاج وقال: لولا كتاب أمير المؤمنين عبد الملك إلي لفعلت ولفعلت.. فقال له أنس: إنك لن تستطيع ذلك، لقد علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحترز به من كل شيطان رجيم، ومن كل جبار عنيد، فجثا الحجاج على ركبتيه وقال: علمنيهن يا عم، فقال: لست لها بأهل، قال: فدس إليه عياله وولده فأبوا عليه، قال محمد بن سهل راوي الحديث: قال أبي: حدثني بعض بنيه أنه قال: بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على ما أعطاني ربي عز وجل، لا أشرك به شيئا، أجرني من كل شيطان رجيم ومن كل جبار عنيد، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
ولم نقف على من تكلم على هذا الحديث من أهل العلم.
والله أعلم.