عنوان الفتوى : توزيع الطعام واللحم بدل وليمة العرس

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من أجوبة، من فضلكم لدي مجموعة إيضاحات حول وليمة النكاح هل وليمة النكاح واجبة بمعنى هل يأثم تاركها، مع العلم بأنها لن تشتمل على ما تعارف عليه الناس من منكرات في إقامة الأعراس من معازف ورقص واختلاط لكن إقامتها توجب دعوة عدد كبير من الناس مما يترتب عنه صرف مبالغ كبيرة من المال، أليس من الأولى أن ينتفع الزوجان بهذا المال لتأسيس حياتهما خاصة وأن أهل العروس يقترحان حالان لا ثالث لهما، إقامة حفل كبير كما سبق ذكره (بدون معازف واختلاط....) أو عدم فعل أي شيء بمعنى أن يأتي الزوج ويأخذ زوجته، وانتهى الأمر، هل يمكن تعويض إقامة هذه الوليمة بذبح بهائم وتوزيع لحومها على الفقراء وبذلك يتم العمل بالحديثين الشريفين "أولم ولو بشاة" والحديث "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوليمة العرس مندوبة وليست واجبة، فلا إثم على من ترك فعلها، وانظر الفتوى رقم: 54549.

قال الإمام النووي في شرحه لحديث شر الطعام طعام الوليمة: ومعنى هذا الحديث الإخبار بما يقع من الناس بعده صلى الله عليه وسلم من مراعاة الأغنياء في الولائم ونحوها، وتخصيصهم بالدعوة وإيثارهم بطيب الطعام ورفع مجالسهم وتقديمهم وغير ذلك مما هو الغالب في الولائم والله المستعان. انتهى من شرح مسلم.

وعليه، فإذا لم يخص بهذه الوليمة الأغنياء، ولم يدفع عنها الفقراء انتفى كونها شر الطعام، ثم لا مانع من أن يقتصر في الوليمة على قرابته، وتكون وليمة مصغرة حتى لا يشق على نفسه.

وأما توزيع الطعام واللحم بدل جمع الناس عليه في وليمة العرس فلم نجد من أهل العلم من نص على أن السنة تتحقق به، بل يذكرون أن الوليمة مأخوذة من الاجتماع، ولذا فلا ينبغي مخالفة ذلك، والقصد من الوليمة هو الإشهار بالزواج وإعلانه، وهذا لا يتحقق بتوزيع اللحم.

والله أعلم.