أرشيف المقالات

المرأة وتعليم التجويد، والإمامة بالمصحف

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
المرأة وتعليم التجويد، والإمامة بالمصحف
الإمتاع بفتاوى التلاوة والاستماع (28 - 29)
(فتاوى وأحكام شرعية حول تلاوة وسماع الآيات القرآنية)
 
قراءة المرأة على شيخ عالم بالتجويد يصحح لها تلاوتها:
لا شك أن المرأة قد أُمرت بالستر والعفاف، ونُهِيت عن الظهور والخضوع، ولكن إذا دعت الضرورة مسلمة أن تقرأ على شيخ مشافهة أو عن بعد؛ لتصحيح تلاوتها أو تلقى الإجازة عنه فلا بأس بذلك إذا أمنت الفتنة، وغابت الخلوة، وصانت المرأة صوتها من الخضوع، وهكذا يكون الحكم أيضًا في قراءة الرجل على امرأة عالمة بالتجويد؛ وذلك لما ثبت من تعلم الصحابة من أمهات المؤمنين، وثبت عن الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - أنه كانت له شيخة يأخذ العلم عنها، وفي عصرنا هذا قرأ الكثير من الرجال والنساء على الشيخة: أم السعد، وكانت من العالمات بالقراءات - رحمها الله - وإذا كان هناك نسوة عالمات بالتجويد، فذهاب النساء إليهن أحق، وترتيلهن عليهن أفضل، والله أعلم.
 
الإمامة بالمصحف في صلاة قيام الليل:
يجوز للإمام أو من صلى منفردًا أن ينظر في المصحف في صلاة قيام الليل؛ لما ثبت عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها: "أنها كان يؤمها غلامها ذكوان في المصحف في رمضان"[1].
 
وإن كان الأفضل القراءة بما يحفظ المرء، وإن كان قليلاً؛ فإنه أحرى للخشوع، وأقوم للتدبر.
 
فعن سعيد بن المسيب أنه سئل عن الرجل يصلي في رمضان فيقرأ في المصحف، قال: "إذا كان معه ما يقرأ به ليلته فليقرأ به"[2]، والله أعلم.



[1] أثر صحيح: رواه البيهقي في الكبرى (3183) (2/253)، وابن أبي شيبة (7217) (2/123)، وعلقه البخاري في الصحيح (1/245) قال: باب إمامة العبد والمولى، ثم ذكره.



[2] أثر صحيح: رواه ابن أبي داود في المصاحف (658).

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢