عنوان الفتوى : حكم التثاؤب والسعال بصوت في الصلاة
هل التثاوب في الصلاة مع خروج صوت يبطل الصلاة ....كذلك الكحة مع محاولة إخراج البلغم مع إحداث صوت هل تبطل الصلاة....مع ملاحظة تكرار الفعل عدة مرات.وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالتثاؤب في الصلاة مع إحداث صوت إذا كان غلبة من فاعله فلا تأثير له على صحة الصلاة. قال ابن قدامة في المغني: القسم الثالث أن يتكلم مغلوبا على الكلام وهو ثلاثة أنواع، أحدها أن تخرج الحروف من فيه بغير اختياره مثل أن يتثاءب فيقول هاه أو يتنفس أو يسعل فينطق في السعلة بحرفين وما أشبه هذا أو يغلط في القراءة فيعدل إلى كلمة من غير القرآن أو يجيئه البكاء فيبكي ولا يقدر على رده فهذا لا تفسد صلاته. إلى أن قال: وقال مهنا: صليت إلى جنب أحمد فتثاءب خمس مرات وسمعت لثئاوبه هاهْ هاهْ. وهذا لأن الكلام هنا لا ينسب إليه ولا يتعلق به حكم من أحكام الكلام. وقال القاضي فيمن تثاءب فقال آه تفسد صلاته وهذا محمول على من فعل ذلك غير مغلوب عليه لما ذكرنا من فعل أحمد خلافه. انتهى. وللمزيد بما يتعلق بالتثاؤب راجع الأجوبة التالية أرقامها: 75، 31375، 40353. أما السعال بصوت مع محاولة إخراج البلغم مع تكرر الفعل المذكور عدة مرات فإن كان الشخص مغلوبا على ما صدر منه بسبب مرض مثلا فهو معذور وصلاته صحيحة. ففي الموسوعة الفقهية: وصوب الأسنوي عدم البطلان في التنحنح والسعال والعطاس للغلبة وإن كثرت إذ لم يمكن الاحتراز عنها. وقال الخطيب الشربيني محل الأول: يعني القول بالبطلان. مالم يصر السعال ونحوه مرضا ملازما له، أما إذا صار السعال ونحوه كذلك فإنه لا يضر كمن به سلس بول ونحوه بل أولى. انتهى. وقال بعض أهل العلم تبطل الصلاة بالسعال إذا كثر ولو غلبة، ففي فتاوى الرملي الشافعي. هل تبطل صلاة من غلبه السعال أو العطاس ونحوهما إذا كثر فأجاب نعم تبطل صلاته. انتهى. وبناء على ما تقدم فالتثاؤب بصوت إذا كان غلبة لا يبطل الصلاة، كما قال بعض أهل العلم بصحة صلاة من غلبه السعال بصوت ولو كثر، وتبطل الصلاة بتعمد التثاؤب أو السعال بصوت يبين منه حرفان فأكثر ، وراجع الفتوى رقم: 6403.