عنوان الفتوى : الأجير الخاص أمين على أموال مؤجره
بسم الله الرحمن الرحيمأولا جزاكم الله خيرا على هذا العملالحقيقه أنا مهندس وأعمل لدى إحدى الشركات في القطاع الخاص وزميل لي أيضا مهندس يعمل في القطاع العام ونحن لا نجد من يعلمنا وعندما نحاول الاستفاده من المهندسين ذوي الخبرة فإننا نقابل بالرقض أو عدم الاهتمام أو حتى التهرب من الجواب اعتقادا منهم أن ذلك المهندس المبتديء إذا تمرس فانه سوف يأخذ مكانه وهذا الخوف غير مبرر وعلى حد علمي فإن احتكار العلم لا يجوز وأنتم جزاكم الله خيرا كما تعلمون الوضع الذي ألت إليه هذه الأمة وما وصل إليه الغرب من التقدم وفي كافة المجالات...وحتى الشركة التي أعمل فيها تمنعنا من إخراج المخططات وأوراق العمل لتصويرها على حسابنا...وأحيانا أضطر إلى تصوير هذه الأوراق التي نحن نتعلم منها ونأخذها إلى البيت حتى نقرأها...فكيف لنا أن نتعلم إذ لم نفعل ذلك وحيث إن العلم الذي تعلمناه في الجامعة يختلف نوعا ما حيث إن العمل في الشركة هو التطبيق العملي والدراسة في الجامعة هي الأشياء النظرية...فهل ما نفعله من تصوير الأوراق لنتعلم بها والمعلومات التي نأخذها على غير رغبة من هؤلاء المهندسين في القطاعين العام والخاص حلال أم حرام؟ والله من وراء القصد أرجو الإجابة بإسهاب عن هذا المضوع ولكم جزيل الشكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها الأخ الكريم أن عملك في هذه الشركة الخاصة، وكذلك عمل زميلك في القطاع العام يعتبر شرعاً إجارة خاصة، فأنت وزميلك أجيران خاصان في محل عملكما.
والأجير الخاص أمين على أموال مؤجره، ويده على هذه الأموال يد أمانة، ومعنى ذلك أنه لا يجوز له التصرف فيها إلا بإذن المستأجر (الشركة خاصة كانت أو عامة) ويقابل ذلك أنه إذا تلف شيء أو هلك من أموال الشركة لا يضمن الأجير الخاص إلا في حالة التعدي والتفريط، وقد سبق أن بينا شيئاً من أحكام الأجير الخاص في الفتوى رقم: 30058، ورقم: 45715.
وعليه، فإذا كانت الشركة تمنع تصوير الأوراق الخاصة بها فلا يجوز لكما فعل ذلك، وما ذكرتماه لا يبرر هذا السلوك.
وأما سؤال المهندسين من ذوي الخبرة والاستفادة منهم فلا مانع منه، وينبغي له أن يجيبكما ويتعاون معكما من باب البر والإحسان وحسن الخلق وقد حث الإسلام على ذلك كله.
والله أعلم.