أرشيف المقالات

التحذير من الكهانة والكهان

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2التحذير من الكهانة والكهان
الكهانة: هي الإخبار عن الأمور الماضية الخفية بضرب من الظن[1].   والكاهن: هو من يستعين بالشياطين لمعرفة المغيبات؛ وهو يكفر بذلك؛ لأسباب[2]: 1- كونه وليًّا للشيطان فلم يُوح إليه الشيطان إلا بعد أن تولاه، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ﴾ [الأنعام: 121]، والشيطان لا يتولى إلا الكفار ويتولونه، كما قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ [البقرة: 257].
2- قول الله تعالى: ﴿ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ ﴾ [البقرة: 257]، أي: نور الإيمان والهدى، ﴿ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ [البقرة: 257]أي: ظلمات الكفر والضلالة[3].
3- قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 119]، والكاهن يتخذ الشيطان وليًّا.   4- تسميته طاغوتاً في قوله جل جلاله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 60]، نزلت في المتحاكمين إلى كاهن جهينة[4].
5- وقوله جل جلاله: ﴿ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ﴾ [النساء: 60]، أي: بالطاغوت.
6- محاولة تشبُّهه بالله عز وجل في صفاته، ومنازعته له تعالى في ربوبيته، فإن علم الغيب من صفات الربوبية التي استأثر الله تعالى بها دون من سواه، ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59].
7- أن دعواه تلك تتضمن التكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله.
8- النصوص في كفر من سأله عن شيء فصدقه بما يقول، فكيف به هو نفسه فيما ادعاه؟.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا[5] فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم»[6].
وعن بعضِ أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا[7]، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً[8]»[9].



[1] انظر: التوقيف على مهمات التعاريف، للمناوي، صـ (107). [2] انظر: غاية المأمول من معارج القبول، لخالد بن محمود الجهني، صـ (87-88). [3] انظر: تفسير الطبري (5/424). [4] انظر: تفسير الطبري (8/508). [5] الكاهن: يشتمل على الكاهن، والعراف، والمنجم.
[انظر: النهاية في غريب الحديث (4 /215)]. [6] صحيح: رواه أبو داود (3904)، والترمذي (135)، وابن ماجه (639)، وصححه الألباني. [7] العراف: المنجم، أو الكاهن الذي يدعي علم الغيب، وقد استأثر الله تعالى به.
[انظر: تهذيب اللغة (2 /209)، والنهاية في غريب الحديث (3 /218)]. والفرق بين الكاهن والعراف: • أن الكاهن إنما يتعاطى الخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار.
• والعراف هو الذي يتعاطى معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة، ونحوهما من الأمور.
[انظر: معالم السنن، للخطابي (3 /104-105)]. [8]لم تقبل له صلاة أربعين يوماً: أي أنه لا ثواب له فيها، وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه، ولا يحتاج معها إلى إعادة.
[انظر: شرح صحيح مسلم (14 /228)]. [9] صحيح: رواه مسلم (5959).



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣