عنوان الفتوى : عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت
ما واجبنا اتجاه هذه الأحاديث أو ما يجب على المسلم أن يفعله حتى ينفذ هذه الأحاديث: "أنا وأهل بيتي كمثل سفينة نوح من تعلق بها نجا ومن تخلف عنها هلك"، "من أحب الحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله"، "الزموا مودة أهل البيت"، "أنا سيد العلمين وعلي سيد العرب"، فما واجب المسلم تجاه أهل البيت وسيدنا علي وسيدنا الحسين، وهل زيارة قبورهما وقراءة الفاتحة لهم تعتبر هدية ومودة بيننا وبينهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأحاديث التي ذكرها الأخ السائل منها الضعيف ومنها الحسن، فأما حديث: أنا وأهل بيتي كسفينة نوح. فقد رواه الحاكم والطبراني والبزار وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أسانيده لا تخلو من أحد ثلاثة رواة وكلهم ضعفاء:
الأول: الحسن بن أبي جعفر. قال عنه الإمام البخاري منكر الحديث وضعفه الإمام أحمد وغيره.
الثاني: عبد الله بن عبد القدوس. قال عنه الإمام يحيى بن معين: ليس بشيء رافضي خبيث.
الثالث: المفضل بن صالح. قال عنه الإمام البخاري منكر الحديث.
وكذلك حديث: علي سيد العرب. حديث ضعيف، بل حكم عليه الإمام الذهبي بالوضع، والحديث رواه الحاكم وغيره.
وحديث: الزموا مودة أهل بيتي. لم نجده في شيء من كتب السنة ودواوينها.
وحديث: من أحب الحسين... لم نجده بهذا اللفظ، وإنما رواه ابن ماجه بلفظ: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني. وحسنه الألباني.
ويجدر التنبيه إلى أن الحسن ورد في الحديث أيضاً وليس الحسين فقط.
وأما ما يجب علينا في حق أهل البيت، فحقهم علينا عظيم، كيف لا وهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين صلوات الله وسلامه عليه.
فالواجب علينا محبتهم وموالاتهم وأن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ننزلهم المنزلة اللائقة بهم من غير غلوٍ ولا تقصير، وما أحسن ما قاله الإمام القحطاني في نونيته:
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم * واعرف علياً أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في حقه * فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة * وتنصه الأخرى إلهاً ثاني
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت وسط من غير جفاء ولا غلو، لا كما يفعله الذين غلوا في أهل البيت قريباً من غلو النصارى في عيسى عليه السلام، ولا كما يفعله الذين يسبون أهل البيت ويتبرؤون منهم، نعوذ بالله من فعل هؤلاء وهؤلاء.
وأما عن زيادرة قبورهم فانظر الفتوى رقم: 14373، والفتاوى المرتبطة بها.
والله أعلم.