عنوان الفتوى : هل المرأة التي يتزوجها رجل من آل البيت تصبح منهم؟
هل مصاهرة آل البيت تزيد شرفا؟ فمثلا: إذا تزوج الشريف من غير الشريفة، فهل تعد هي من آل البيت؟ وهل تكتسب الأحكام الفقهية المتعلقة بهم؟ وهل تصبح شريفة؟ أم أنها تكون فردا عاديا؟ حيث لاحظت حب بعض الصحابة لمصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال في حديث: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ـ وهل إذا حدث الطلاق تعتبر من آل البيت أم تعتبر من بيت أهلها؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن مصاهرة أهل البيت يزداد المسلم بها شرفا لهذا الحديث الذي أشرت وفيه قصة، وهو من رواية المسور ـ رضي الله عنه ـ قال: إنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته، فقال له: قل له فليلقني في العتمة، قال فلقيه فحمد المسور الله وأثنى عليه وقال: أما بعد: والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من سببكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فاطمة مضغة مني، يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري ـ وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك، قال فانطلق عاذرا له.
ومن صاهرهم نال الشرف بالمعنى العام بسبب هذه العلاقة التي أصبحت بينه وبينهم، ولا يعد من أهل البيت بمجرد هذه المصاهرة، ولا يترتب عليه بسببها الأحكام المتعلقة بأهل البيت من تحريم الصدقة ونصيبهم في الخمس ونحو ذلك، يدل على هذا أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وهن من أثبتت بعض النصوص أنهن من أهل بيته، إلا أنهن لا يدخلن فيمن تحرم عليه الصدقة، قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم وأمر باحترامهم وإكرامهم، وسماهم ثقلاً ووعظ في حقوقهم وذكر، فنساؤه داخلات في هذا كله، ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، فاتفقت الروايتان. اهـ.
على أنه في حرمة الصدقة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم خلاف بين العلماء، وقولك: وهل إذا حدث الطلاق تعتبر من آل البيت أم تعتبر من بيت أهلها؟ جوابه أنها لم تصبح من أهل البيت بمجرد المصاهرة، فلا يصح أن يقال إنها تخرج بذلك عن أهل البيت أم لا.
والله أعلم.