عنوان الفتوى : حكم الترحم على الرشيد مع اتهامه بالأمر بقتل الكاظم
فضيلة الشيخ: هل صحيح أن موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد بن علي الباقر ابن الإمام علي بن الحسين زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي الشهيد ابن أبي طالب بن عبد المطلب، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة قتله السندي بن شاهك بأمر من هارون الرشيد, حيث دس له السم في الرطب؟ وهل الرشيد كان على حق؟ أم على باطل؟ وإن كان على باطل فما موقفنا ـ أهل السنة والجماعة ـ منه؟ وهل كان رجلا صالحا أم لا؟ وهل نترحم عليه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نعثر على ما يفيد صحة قتل الكاظم ـ رحمه الله تعالى ـ فقد تكلم الذهبي في السير على حياته وذكر فضله ومآثره، ومثله ابن الوردي وابن كثير في تاريخهما ولم يذكروا أنه مات مقتولا، وإنما ذكر هذا ابن خلدون بعبارة: يقال ـ وهي صيغة تدل على التمريض، وظاهر كلام بعض المؤرخين يعضد أن الرشيد حبسه، لاتهامه بالخروج عليه ودعوة الناس لتأميره، وظاهر كلام الذهبي وابن كثير أنه لم يحصل منه ذلك، وأنه حبس مظلوما، ومهما يكن من أمر، فإن هذا لا يمنع من الترحم على الرشيد ولا من الاعتراف له بماله من الفضل في الفتوحات الإسلامية، وفي حبه للعلم والعلماء وغير ذلك من مآثره، فالشرع قد شرع الصلاة على من مات موحدا، وفي الصلاة عليه يدعى له بالرحمة: اللهم اغفر له وارحمه.
والله أعلم.