عنوان الفتوى : من سب الدين لا يستحق الكرامة ولا الاحترام
سؤالي ياشيخنا الفاضل حول موقف تعرضت له مع بعض الإخوة وأريد من فضيلتكم توضيحا لنا إذا كان ما قمنا به صحيح أم خطأ والموقف باختصار هو أننا في أثناء خروجنا من المسجد بعد صلاة العشاء وجدنا مشاجرة تدور بين أحد إخوانا وواحد من المارة فأسرعنا لفض المشكلة وكانت بسبب أن هذا الأخ تعرض من هذا الشخض للمعاكسة أثناء سيره في الطريق مع خطيبته وأختها ولكن حدث أننا أثناء فض المشكلة قام هذا الشخص بسب الدين لأخينا الذي يتشاجر معه فأخذ بعض منا الحمية على الدين وانهالوا على هذا الشخص بالضرب إلى أن جاء بعض الإخوة وأخذوه بعيدا.. فهل ما فعله هولاء الإخوة صحيح أم كان يجب معالجة الأمر بشكل مختلف؟ فقد قال لنا بعض الإخوة إنكم بفعلكم هذا غيرتم شعائر الله إذ أن سب الدين ليس فيه حكم شرعي بالضرب مع أن الحدود لا تطبق في بلادنا .. أفيدونا في هذا فإن سب الدين يتكرر أمام أعيننا في شوارع هذه البلاد كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلاشك أن سب الدين من أعظم الكبائر بل هو من أصرح وأشنع أنواع الكفر المخرج من الملة وإذا كان مجرد الاستهزاء كفرا فما بالك بالسب ...؟ قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65ـ66}، ولا شك أيضا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس وفض النزاع من أعمال الخير التي أمر بها المسلم. وما قمتم به من ذلك ابتغاء مرضات الله فهو خير يحمد لكم وتؤجرون عليه عند الله تعالى إن شاء الله. وأما عما فعله بعضكم من ضرب الرجل المذكور فكان الأفضل أن تعالجوا الأمر بحكمة وهدوء ونصيحة، وما دام الأمر قد حصل فإن من سب الدين لا يستحق الكرامة ولا الاحترام، وما فعل به لا يعدّ إقامة حد عليه، وإنما هو ردة فعل ممن كانت له غيرة على دينه وحمية له، ولا علاقة له بالحدّ الشرعي، لأن الحد الشرعي لا يقيمه الأفراد وإنما هو من خصائص ولي أمر المسلمين أو نائبه. ومواجهة هذا النوع ومقاومته ليست بردة الفعل المتسرعة.. وإنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة لأن كثيرا من أبناء المسلمين لم يتربوا التربية الإسلامية الصحيحة فهان الدين في أعينهم. لهذا ننصح السائل الكريم وإخوانه بتقوى الله تعالى واستعمال الحكمة في هذه الأمور.