تفسير قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر...}
مدة
قراءة المادة :
31 دقائق
.
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... ﴾
قال الله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 219، 220].
قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾.
ســبب النــزول:
عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما نزل تحريم الخمر: «اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا.
فنزلت هذه الآية التي في البقرة: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ﴾، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا.
فنزلت الآية التي في النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى: أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا.
فنزلت الآية التي في المائدة.
فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]، قال عمر: انتهينا انتهينا»[1].
قوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تشريف وتكريم من الله - عز وجل- لنبيه صلى الله عليه وسلم، وتعظيم له.
والسائلون هم الصحابة رضي الله عنهم، أي: يسألك أصحابك يا محمد.
﴿ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾ أي: عن حكمهما- وسبب السؤال عن ذلك ظاهر، وهو ما يترتب عليهما من المفاسد العظيمة، التي لا تخفى على من كان له أدنى عقل.
و«الخمر» لغة: مأخوذ من الستر والتغطية، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر رضي الله عنه: «وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله»[2].
وهو في الشرع: اسم لكل ما أسكر العقل، أي: خامره وستره وغطاه، على سبيل اللذة والنشوة والطرب، قال صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر خمر»[3].
و«الميسر» مأخوذ من اليسر، وهو القمار، وكسب المال على وجه المخاطرة، والمراهنة، والمغالبة، التي يكون فيها عوض من الطرفين، ويكون الطرفان فيها بين غانم وغارم.
وسُمي القمار ميسرًا من اليسار وهو الغنى، ومن اليسر، وهو السهولة؛ لحصول الغالب فيه على المال بيسر وسهولة، من غير كد ولا تعب.
وقدم الخمر على الميسر؛ لأنه أكثر انتشارًا، وأعم ضررًا، ولأنه يُذهب العقل مع المال.
﴿ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ﴾ قرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة: «كثير» أي: كثير من حيث الكمية، وقرأ الباقون بالباء الموحدة: ﴿ كَبِيرٌ ﴾ أي: من حيث الكيفية، أي: قل لهم يا محمد: ﴿ فِيهِمَا ﴾ أي: في الخمر والميسر: ﴿ إِثْمٌ كَبِيرٌ ﴾؛ أي: ذنب عظيم في الدين، وكبيرة من كبائر الذنوب يستوجب العقوبة الشديدة؛ لأنهما رجس من عمل الشيطان يسبب العداوة والبغضاء، ويصد عن ذكر الله، وعن الصلاة.
كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91].
أما الخمر فلما فيها من مخامرة العقل وتغطيته وإزالته، وهو النعمة الكبرى التي ميز الله بها الإنسان وكرمه، وهو مناط التكليف والمدح والذم، وبإذهابه يهذي الإنسان بما لا يدري، ويتخبط في حياته، فيخسر دينه ودنياه وأخراه.
وأما الميسر فلما فيه من المقامرة والمخاطرة، وأكل أموال الناس بالباطل، وتعريض النفس للاضطرابات النفسية، والأمراض البدنية المفاجئة من أمراض القلب والسكري وغير ذلك بسبب الخسارة أو الربح.
وفيهما أيضًا: ﴿ إِثْمٌ كَثِيرٌ ﴾ كما في القراءة الثانية؛ لعظم جرمهما، ولأن من ابتلي بهما أدمن عليهما مرة بعد أخرى حتى لا يكاد ينفك عنهما، وبهذا صار إثمهما كثيرًا لكثرة تعاطيهما.
﴿ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ أي: وفيهما منافع للناس دنيوية فقط.
فالمنافع في الخمر ما فيها من اللذة والنشوة والطرب، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في جاهليته[4]:
ونشربها فتتركنا ملوكًا
وأسدًا لا ينهنهنا اللقاء
وكذا ما فيها من منافع ثمنها، والاتجار بها، وغير ذلك.
وأما منافع الميسر فهي ما فيها من الترويح عن النفس، والكسب لمن حالفه الحظ في هذه المقامرة، وما يصيبون من لحم الجزور الذي يياسرون عليه ويقتسمونه على حسب القداح.
وهذه المنافع في الخمر والميسر لا تساوي شيئًا بالنسبة لمضارهما ومفاسدهما؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾؛أي: وإثم الخمر والميسر وضررهما أكبر وأعظم من نفعهما، فإثمهما كبير وكثير، لا تساويه تلك المنافع؛ وذلك؛ لأن إثمهما وضررهما في الدين، ومنافعهما في الدنيا فقط.
ومنافع الدنيا كلها، بل والدنيا بما فيها لا تساوي شيئًا بالنسبة للدين، وماذا يبقى للمرء بعد ضياع دينه، وقد أحسن القائل:
وكل كسر فإن الله جابره
وما لكسر قناة الدين جبران[5]
وفي سؤال الصحابة رضي الله عنهم عن الخمر والميسر- ما يشير إلى موافقة العقل الصحيح للنقل الصحيح، فأدركوا رضي الله عنهما بعقولهم الصحيحة السليمة ما في الخمر والميسر من أضرار ومفاسد، حتى قال عمر رضي الله عنه: «اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا» فجاء القرآن بتحريمهما، لكن على التدرج- كما هو معلوم.
فقد كان الخمر حلالًا بدليل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [النحل: 67]، ثم أنزل الله - عز وجل - هذه الآية: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ ﴾ الآية، تمهيدًا وتعريضًا بتحريمهما، ثم نزل بعدها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، في تحريم الصلاة حال السكر، ثم نزل بعدها تحريم الخمر والميسر مطلقًا في سورة المائدة، في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91].
قوله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ﴾ سألوا أولًا: عن الخمر والميسر، ثم سألوا ثانيًا: ماذا ينفقون، والمناسبة بينهما أن في الخمر والميسر إضاعة المال بدون فائدة، ومحق بركته، وفي الإنفاق بذل المال بفائدة والمباركة فيه.
«ماذا» «ما» اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، و«ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» في محل رفع خبر، أي: ما الذي ينفقونه.
أو «ماذا» اسم استفهام مفعول مقدم لـ«ينفقون».
أي: ويسألك أصحابك يا محمد ما الذي ينفقون، أو أيَّ شيء ينفقون من أموالهم من الصدقات ونحوها.
﴿ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ قرأ أبوعمرو بالرفع: «قل العفوُ» أي: هو العفوُ، وقرأ الباقون بالنصب ﴿ الْعَفْوَ ﴾ أي: ينفقون العفوَ، و«العفو» هو الفضل، وما لا يبلغ الجهد واستفراغ الوسع، قال الشاعر:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب[6]
والمعنى: أنفقوا ما يفضل عن حاجتكم، ولا يشق عليكم، وفي هذا إشارة إلى أن المطلوب إنفاقه لا يمثل غرمًا ثقيلًا، وإنما هو شيء يسير، وقليل من كثير، وما زاد عن الكفاية والحاجة، فما أعظم ذلك، وإن كان قليلًا، إذا كان خالصًا لله- عز وجل- ومن مال طيب، وبطيب نفس، بلا مَنّ ولا أذى.
كما أن فيه دلالة على أنه لا يجوز أن ينفق ماله، ويعرض نفسه وأهله وولده للحاجة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، عندي دينار؟ قال: «أنفقه على نفسك».
قال: عندي آخر؟ قال: «أنفقه على أهلك».
قال: عندي آخر؟ قال: «أنفقه على ولدك».
قال عندي آخر؟ قال: «فأنت أبصر»[7].
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء، فهكذا وهكذا» يقول: «فبين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك»[8].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول»[9].
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف»[10].
﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ﴾ الكاف: للتشبيه، وهي: صفة لمصدر محذوف أي: بيانًا مثل ذلك البيان، والإشارة لما سبق بيانه في الآيات السابقة، وأشار إليه بإشارة «البعيد» تعظيمًا له.
أي: مثل ذلك البيان والإيضاح والتفصيل لحكم الخمر والميسر، وبيان قدر المُنْفَق.
﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ﴾؛أي: يوضح لكم الآيات ويفصلها في سائر الأحكام، كما قال تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الحديد: 17]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 126]، وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3].
والآيات: جمع آية، وهي العلامة.
وآيات الله تنقسم إلى قسمين: آيات كونية، وهي كل ما خلقه الله- عز وجل- وذرأه في هذا الكون من المخلوقات العلوية والسفلية- كما قال تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ [يس: 37 - 39]، وقال تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 20 - 22].
وقد أحسن القائل:
فواعجبًا كيف يُعصى الإله
أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد[11]
وسميت المخلوقات آيات لدلالتها على وجود الله- عز وجل- وكماله في ذاته وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته واستحقاقه للعبادة وحده، دون من سواه، كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37].
والقسم الثاني: الآيات الشرعية، وهي ما أنزله- عز وجل- من الوحي على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام- ومنها: آيات القرآن الكريم- وهي المرادة هنا.
وسميت الآيات الشرعية آيات؛ لما فيها من الدلالة على صدق من جاء بها صلى الله عليه وسلم، وأنها من عند الله - عز وجل - ذي الكمال التام في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته المستحق للعبادة وحده دون من سواه؛ كما قال عز وجل: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ولما اشتملت عليه من الهداية لأقوم طريق، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]، ولكمالها وتمامها، كما قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].
ومعنى قوله: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ﴾؛ أي: مثل ذلك البيان الذي بين الله- عز وجل- به هذه الآيات وأوضحها وفصلها، يبين لكم غيرها من الآيات الشرعية المشتملة على المواعظ والأحكام، والآيات الكونية الدالة على عظمته- عز وجل- واستحقاقه للعبادة وحده، دون من سواه.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾«لعل» للتعليل، أي: لأجل أن تتفكروا.
والتفكر: إعمال الفكر والعقل، والتأمل والنظر والتدبر.
قوله تعالى: ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
قوله: ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾؛ أي: لعلكم تتفكرون فيما هو أنفع لكم في الدنيا والآخرة من البعد عن الخمر والميسر، ومن إنفاق العفو، وتتفكرون في الدنيا، وأنها دار عمل وابتلاء، دار حقيرة، نهايتها الزوال والفناء، وتتفكرون في الآخرة وقربها، وعظم مكانتها، وأنها دار ثواب وجزاء، وخلود وبقاء، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64].
فتؤثرون الآخرة العظيمة الباقية، على الدنيا الحقيرة الفانية.
قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، وقال تعالى: ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17]، وقال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4].
وقال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء»[12].
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثَّر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء.
فقال صلى الله عليه وسلم: «ما لي وللدنيا، ما أنا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها»[13].
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل»، وكان ابن عمر يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك»[14].
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
رُويَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما نزلت ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الأنعام: 152]، و﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيُحْبَس له، حتى يأكله، أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾، فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم»[15].
قوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى ﴾ هذا السؤال الثالث في هذه الآية، فالسؤال الأول يتعلق بالعقول والأموال، والسؤال الثاني في الحفاظ على المال، وعدم إضاعته وإتلافه، وفي بيان المنفق منه، والسؤال الثالث عن اليتامى والإصلاح لهم وحفظ أموالهم.
أي: ويسألك أصحابك يا محمد- عن اليتامى- كيف يعاملونهم- إشفاقًا منهم عليهم، وخوفًا من التقصير في حقوقهم أو ظلمهم؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الأنعام: 152].
واليتامى جمع يتيم، ويتيمة، يقال في جمعهما: يتامى، وأيتام، ويقال أيضًا في جمع يتيمة: «يتيمات»، واليتيم واليتيمة مَن مات أبوه وهو دون البلوغ، ذَكرًا كان أو أنثى، مأخوذ من اليتم، وهو الانفراد، ومنه سميت: «الدرة اليتيمة» فإذا بلغ زال عنه اليتم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يتم بعد احتلام»[16].
﴿ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾ جاء السؤال عامًّا عن اليتامى، وجاء الجواب أعم منه بقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾؛ أي: عمل الأصلح لهم، أو اعملوا الأصلح لهم في أنفسهم وأموالهم وغير ذلك، من تربيتهم وتعليمهم وتأديبهم، وحفظ أموالهم، وتنميتها لهم، وتمييزها عن أموال الأولياء، إن اقتضى الحال ذلك.
﴿ خَيْرٌ ﴾؛ أي: خير مطلقًا، وخير من عدم الإصلاح؛ خير لكم أيها الأولياء، في دينكم ودنياكم وأخراكم، لما فيه من براءة الذمة، بأداء حقوقهم، والاحتياط من أن يدخل عليكم شيء من أموالهم، وخير لليتامى بحيث تصلح أحوالهم - بإذن الله - عز وجل - وتحفظ وتنمى أموالهم، وتبقى متميزة عن أموال أوليائهم، حتى ترد إليهم بعد بلوغهم سالمة، بلا إشكال ولا منازعة، وخير للأُمة بأن يكون اليتامى لبنات صالحة في المجتمع.
﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ الواو: عاطفة، أي: وإن تخالطوهم في طعامهم وأموالهم، فتخلطوا طعامهم مع طعامكم، وتأكلون معهم، وتخلطوا أموالهم مع أموالكم، فتتجرون بها جميعًا، وترعون مواشيهم مع مواشيكم، ونحو ذلك.
﴿ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ أي: فهم إخوانكم في الدين، أو في النسب، أو فيهما جميعًا، وليسوا أجانب منكم، فلا حرج من خلط طعامهم مع طعامكم، وأموالهم مع أموالكم، دفعًا للمشقة والحرج عنكم.
لكن ذلك مشروط بضبط مال اليتيم، ومعرفته عند خلطه بمال الولي، عددًا، ونوعًا، ووصفًا، وغير ذلك، حتى لا يضيع مع مال الولي، وأن يحدد قدر النفقة عليه في طعامه وشرابه كفرد من أفراد الأسرة، ويحتسب ذلك عليه من ماله.
وفي قوله: ﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ إشارة إلى مبدأ التسامح بين المسلمين، وأن الأصل بينهم الأمان والثقة.
﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾؛ أي: والله يعلم من قصده ونيته وعمله الإفساد، ومن قصده ونيته وعمله الإصلاح في توليه على اليتيم، وخلط ماله بماله، وغير ذلك.
وفي هذا وعيد للمفسد ووعد للمصلح، كما أن فيه إشارة إلى أن المعول عليه النية والقصد، فمن أحسن النية، وقصد الإصلاح في توليه اليتيم فهو موفق مثاب بإذن الله- عز وجل- سواء خلط مال اليتيم مع ماله، أو لم يخلطه، ومن أساء النية، وقصد الإفساد فهو ونيته.
﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ﴾ الواو: عاطفة، و«لو»: شرطية، وهي: حرف امتناع لامتناع، و«شاء»: فعل الشرط، وجوابه: «لأعنتكم»، وجاء مقترنًا باللام- كما هو الأكثر في جواب «لو» إذا كان الكلام مثبتًا.
﴿ لأَعْنَتَكُمْ ﴾ العنت: المشقة والشدة والحرج، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [التوبة: 128]؛ أي: ما يشق عليكم.
والمعنى: ولو شاء الله لشدد وشق عليكم وأحرجكم، فيما شرعه لكم في أمر اليتامى وغيره، ومن ذلك أن يحظر عليكم مخالطتهم في طعامهم وأموالهم، ولكنه- عز وجل- خفف عنكم، فطلب منكم الإصلاح لليتامى، ما استطعتم، من غير قيود، أو شروط، وأباح لكم مخالطتهم في طعامهم وأموالهم، مع التصرف فيها بالتي هي أحسن، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الأنعام: 152].
بل إنه - عز وجل - أباح للولي إذا كان فقيرًا أن يأكل من مال اليتيم بالمعروف، فقال عز وجل: ﴿ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 6].
﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾؛ أي: إن الله- عز وجل- ذو العزة التامة، له- عز وجل- عزة القوة، كما قال- عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19].
وله - عز وجل - عزة القهر والغلبة، كما قال تعالى: ﴿ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الزمر: 4]، وقال عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ﴾ [يوسف: 21].
وله عز وجل عزة الامتناع، فلا يمكن أن يناله أحد بسوء.
قال ابن القيم[17]:
وهو العزيز فلن يُرام جنابه
أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم
يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه
فالعز حينئذٍ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه
من كل وجه عادم النقصان
﴿ حكيم ﴾؛ أي: إنه عز وجل ذو الحكم التام بأقسامه الثلاثة: الحكم الكوني، والحكم الشرعي، والحكم الجزائي، وذو الحكمة البالغة بقسميها: الحكمة الغائية، والحكمة الصورية.
وفي اجتماع العزة والحكم والحكمة في حقه- عز وجل- كمال إلى كمال.
وفي ختم الآية بهذين الوصفين إشعار بأن ما حكم به- عز وجل- في شأن اليتامى من الأمر بالإصلاح لهم، وإباحة مخالطتهم في طعامهم وأموالهم، ورفع المشقة عن الأولياء في ذلك، والتنبيه على علمه- عز وجل- بالمفسد من المصلح، وما فيها من الوعد والوعيد- كل ذلك عن عزة وقوة، وحكم تام، وحكمة بالغة.
[1] أخرجه أبو داود في الأشربة- تحريم الخمر (3670)، والنسائي في الأشربة- تحريم الخمر (55)، والترمذي في تفسير سورة المائدة (3049)، وقال: «حديث صحيح»، وأحمد (1/ 53)، والحاكم في «المستدرك» (2/ 278)، وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
[2] أخرجه البخاري في الأشربة (5623)، ومسلم في الأشربة (2012)، وأبو داود في الأشربة (3731)، والترمذي في الأدب (2857).
[3] أخرجه البخاري في الوضوء (242)، ومسلم في الأشربة (2001)، وأبو داود في الأشربة (3682)، والترمذي في الأشربة (1863)، وابن ماجه في الأشربة (3386)، وأحمد (6/ 36)، من حديث عائشة رضي الله عنها، وأخرجه البخاري في المغازي (4343- 4345)، ومسلم في الأشربة (1733)، وغيرهما من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
وأخرجه مسلم في الأشربة (2003)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[4] انظر «ديوان» حسان، ص(73).
[5] البيت لأبي الفتح البستي.
انظر: «ديوانه» (ص80).
[6] البيت ينسب لشريح القاضي، ينظر: «الحماسة الصغرى» (ص85)، وينسب لخارجة بن أسماء الفزاري، انظر: «الموشى= الظرف والظرفاء» (ص149).
وينسب لأبي الأسود الدؤلي، انظر: «حماسة الخالدين» (ص101).
وينسب لعامر البكاء، انظر: «الحماسة البصرية» (2/ 71).
[7] أخرجه أبو داود في الزكاة (1691)، والنسائي في الزكاة (2534)، وأحمد (2/ 381، 471).
[8] أخرجه مسلم في الزكاة (997)، وأبو داود في العتق (3957)، والنسائي في البيوع (4652).
[9] أخرجه البخاري في الزكاة (1428)، ومسلم في الزكاة (1034)، وأبو داود في الزكاة (1676)، والنسائي في الزكاة (2534)، والترمذي في صفة القيامة (2463).
[10] أخرجه مسلم في الزكاة (1036)، والترمذي في الزهد (2343).
[11] البيت لأبي العتاهية.
انظر: «ديوانه» ص(104).
[12] أخرجه الترمذي في الزهد (2320)، وابن ماجه في الزهد (4110)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
وقال الترمذي: «حديث صحيح غريب».
[13] أخرجه الترمذي في الزهد (2377)، وابن ماجه في الزهد (4109)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
[14] أخرجه البخاري في الرقاق (6416)، والترمذي في الزهد (2333)، وابن ماجه في الزهد (4114).
[15] أخرجه أبو داود في الوصايا - مخالطة اليتيم في الطعام (2871)، والنسائي في الوصايا - ما للوصي من مال اليتيم (3670)، والطبري في «جامع البيان» (3/ 698- 699)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (2/ 395، 5/ 1418)، والواحدي في «أسباب النزول»، ص(44، 49)، والبيهقي في «سننه» (5/ 258- 259، 6/ 284).
[16] سبق تخريجه.
[17] في «النونية» ص (147).