عنوان الفتوى : الذبح لغير الله شرك أكبر
ورثت والدتي عن أهلها تقديم ذبيحة في كل سنة لأحد المشايخ المتوفين وتقوم بتوزيعها على الجيران والأقارب وعندما أقول لها بأن هذا الفعل لا يجوز تقول بأنها تفعل ذلك لله مع يقيني بأنها تفعل ذلك لشخص الشيخ لاعتقادها في قدرته على النفع والضر. وأعلمكم بأني أنا ألذي أقوم بعملية الذبح بطلب من والدتي فهل نية الذابح في أن تكون تلك القربة خالصة لله تجيز هذا الفعل؟ وما حكم الشرع في أمثال هذا؟ وهل يجوز الأكل من لحم الذبيحة بعد تغيير النية وبماذا تنصحوني ؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذبح لغير الله من الشرك الأكبر الذي دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {الأنعام: 162ـ163}، قال مجاهد والسدي ( نسكي ) ذبحي، وقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من ذبح لغير الله. رواه مسلم. وراجع فتوى الشبكة: 18525. لكن إذا كان الذابح يهل بذبحه لله تعالى وينوي أنها لله فإن الذبيحة حينئذ تعتبر مذكاة تذكية شرعية فيجوز أكل لحمها وتوزيعه على الجيران والأقارب. وننصح لك أن تنصح لأمك بترك هذا العمل والتوبة إلى الله وبين لها أن هذا العمل من الشرك الأكبر الموجب الخلود في النار إن مات صاحبه على ذلك، وبين لها الأدلة المذكورة في الفتاوى ويمكنك أن تستعين بكتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد. واصبر عليها حتى تقلع عن هذه الفعلة فهي أولى الناس بنصحك وشفقتك. وليكن ذلك كله بحكمة ولطفٍ وإظهار الاحترام وحب الخير لها.