عنوان الفتوى : تزوجها فإذا هي امرأة سيئة الخلق فماذا يصنع؟
أنا مهندس بشركة مرموقة بالإسكندرية، تزوجت من امرأة ذات مؤهل متوسط و هي ذات قرابة لصديقي والذي دلني عليها من بعد أن خطب أختها من قبلي و تزوج بعدي. ُخدعنا نحن الاثنين في ظاهر الدين من خمار و صلاة حيث لم تكن لنا خبرات سابقة، و كان هدفنا المتدينة بغض النظر عن أي شيء اعتقادا منا أن الدين يضمد كل شيء، و لكن للأسف لم نجد من الدين إلا ظاهره والضعيف والسطحي حيث لم أجد إلا قشور ومفاهيم مقلوبة و خاطئة. مررت من ثالث يوم زواج (16/7/2000) بعذاب يصعب على أي إنسان تحمله بسبب أنها لا تريد الطاعة في أي شيء ودائما في خلاف معي وتناحر وأشعر بالتحدي في كل التصرفات مع محاولة تنفيذ ما تريده رغما عنى وإن كان من ورائي و لكن لا تلبث أن أكتشف أي شيء " النزول من البيت بدون إذني- فعل أي شيء تريده" النزول عند الجيران بغير إذن علما منها أني لا أحب الاختلاط وخصوصا في مجتمع العمل, ومش مهم يزعق شوية وخلاص-أسلوب سيء في الكلام لا يعبر إلا عن كره و ضيق-تحاول مضايقتي و استفزازي بشتى الوسائل، تنظر بعين الحاسد غير القانع بما قسمه الله لها من العيش و حرمت فعلا الرضا و الله يشهد أنى غير مقصر معها في أي شيء" سُرق منى حذاءين مرتين في خلال شهر من المسجد أثناء الصلاة وجدتها شامتة و سعيدة ومبررها أني لا أعطيها حقها من المال و يعلم الله أنى لم أكن أمنع عنها المال إلا لأنها من النوع الغير حريص و لا تعرف قيمة النعمة بالمرة ومن النوع الهدار لأي شيء حتى أثناء طهي الطعام أو التعامل مع بواقي الطعام و أكثر من مرة أجربها ولكن لا فائدة وتنفق المال في ما لا أرضى ومن هذا المنطلق فهي متيقنة بأنه من حقها أخذ مال من ورائي مستندة على حديث امرأة أبي سفيان والله يشهد أني لا أقصر في حق بيتي وهي نفسها تشهد على نفسها أنها تأكل عندي أحسن أكل ومع ذلك أعيش في هذا التناقض الغريب والذي لا أفسره إلا بالقرية التي بطرت معيشتها، حتى عندما أتركها عند أهلها محاولة مني بأن يؤثروا عليها لترجع إلى صوابها ولكن لا فائدة, عندها إحساس يقيني أنها راجعة - لا اعتراف بأي خطأ - ترفع صوتها علي أمام أهلها - شجار مستمر - نصح مستمر-هجرتها كثيراً- ضربتها كثيرا - تدخل كثير من أهلها وأقاربها لنصحها و أرجع من أجل ابنتي (3 سنوات) و كم تحملت من أجلها والسلاح الذي تحاربني به هي وأمها هو حرماني من ابنتي لعلمهم بتعلقي بها و تعلقها بي) تمرض عندما أغيب عليها. ومن المآسي التي مررت بها حتى أوضح ما أنا فيه على سبيل المثال: 1- طلقتها مرة وبالصدفة المحضة أنها كانت في نفس تاريخ زواجي (16/7/2002) وذلك بعد مشاجرة كبيرة ليلاًً حيث لا تريد أن أنام إلا بعد الكلام معها ولا تتركني أتحرك تقف أمامي و تتشبث بملابسي وهي لا تستطيع أن تحل شيئا من المشاكل و الحوار بيننا لا يجلب إلا الزيادة-بعد الطلاق رغم أنى أخبرتها أنى سأعطيها حقوقها حرضت أمها وأخوالها على الشجار معي و لما سعت بالكيد راجعتها حتى أعرف أن أتعامل معهم و رجعت بعد الكلام مع أخوالها و التعهد بالالتزام. 2- رفعت عليها 2 إنذار بالطاعة. الأول: بعد مشكلة وكلامي مع خالها والذي طاوعها على هواها و رفضت الرجوع للمنزل بعد أن تركتها عند أبيها, والثاني: بعد شجار مع أبيها في الشارع لأن أختها خلال مشكلة مع زوجها(صديقي والذي يعيش نفس المآسي) بصقت علي فضربتها وتشاجرت مع أبيها وعملت محاضر وهو كذلك و اتصلوا بها في البيت و نزلوها قبل ما أرجع و ظلت عندهم. توفي أبوها بعد ذلك بمدة وفاة طبيعية وباعت الشبكة ورفعت علي قضية نفقة ورغم كل ذلك رجعت من أجل ابنتي و التي مرضت بالتهاب رئوي و لم يقولوا. الخلاصة: أنها تربية أمها التي عاشت مسيطرة وهي عايزة تقلدها ولاتغيير في الطباع و لا رادع أو رجل في العائلة له كلمة عليهم يكبروا له و لا أجد أمامي إلا أن أضربها وأصبح الضرب بغل ممكن أدخل السجن أو أصاب في صحتي بأي مرض ولكن لا تغير نهائيا، نعيش فترة في سكون وأشعر أنها أصبحت تريد العيش ولكن الموضوع عبارة عن كبسولة حتى تنفذ كل رغباتها ونفذت لها كل الرغبات. 1- كنت مانع عنها مفتاح البيت ترهيبا حتى لا تنزل من ورائي إلى أهلها بدون إذني وأعطيته لها في شجار في رمضان الماضي و تركت البيت وأخذت ملابسي وكنت ذاهبا إلى أهلي و صبرني صديقي و تدخل بمحاولة فاشلة وضحكت على نفسي كالعادة من أجل ابنتي. 2- كنت أعطيها احتياجاتها جزءا جزءا وتم الاتفاق على أن تأخذ مصروفا وأصبحت أعطيها 40جم شهريا للمصاريف الشهرية و كانت تأخذ أكثر من ذلك وبرضه غير راضية. 3- سمحت لها بالكلام مع الجيران و لكن دون الذهاب عندهم وكانت تذهب(هي من النوع الثرثار الفضولي المتطفل حتى على أشيائي كانت تفتح أدراجي الخاصة من ورائي, و طبعا كل أسرار بيتي عند الجيران , وأثناء مشكلة الطلاق أخذت كل ملابسي و أشيائي و تركتها عند الجارة الجاسوسة و التي تيقنت أنها من نفس شاكلتها ولذلك أنا رافض التعامل مع الجيران أيضا لأن علاقتها بهم ليست إلا تجسس علي وعلى مرتبي وشئون شغلي حيث إني أسكن في شقة مفروشة بالكامل خاصة بالشركة داخل المدينة السكنية الخاصة بالشركة في مقابل أن أكون تحت الطلب للعمل في أي وقت وهي ناقمة على الشقة والمكان رغم موافقتها على الزواج بها ولا أخفي سراً فما وجدته من طمع ومحاولة أنها تريد شقة مع عدم الاستقرار معي إنما تريدها إضرارا بي و ليس استقرارا معي. 4- فتحت التليفون والذي كان مغلقا لأنه لا يستخدم إلا في مصالحها وعندما يتصل بي زملائي أو رئيسي للعمل لا تبلغني وأفاجأ بعد ذلك بالمنظر السيئ الذي يخلو من الاحترام منهم. وذلك بعد تعهدات أنها تغيرت ولم ألبث أن تكررت المأساة يوم 21/5 حيث اتصل بي أحد الفنيين وكان مطلوبا منه توصيل معلومة مهمة لي ولكني أخبرت بها بعد يوم كامل على سبيل الصدفة. 5- نخرج للترويح عنها وعن الأولاد مع صديقي وأختها لا ينالني إلا الغم و الضيق والغريب أنها متيقنة أن كل حقوقي عليها هي الجماع وهو الشيء الذي توفره بدون نقاش. والآن من 23/5/2000 تركت منزل الزوجية وأعيش مع العائلة حاولت إرسال مصروف لها (300جم) و لكن بشرط أن توقع باستلامه لعدم رفع نفقة على واشترطت أن أرى ابنتي و تعيش هي في الشقة بغرض إما أن يقضى الله من عنده الفرج و الهداية أو نظل هكذا إلى أن يقضى الله أمرا، خصوصا أنها حامل وعلمت هذه الأيام أنه توأم ولا حول ولا قوة إلا بالله. رفضوا استلام المبلغ ومنعوني من رؤية ابنتي دونما إحساس بمشاعر البنت الصغيرة التي تسأل علي يوميا و يقولوا إحنا عارفين أنه هيشوفها في القسم ساعة كل أسبوع ورفعت دعوى رؤية صغير وعلمت أنها تنوى السير في طريق المحاكم ولا تريد الطلاق حتى لا تخسر المال. وأنا الآن ليس عندي إلا الدعاء لله بالصبر والسكينة لفراق ابنتي و أن يختار لي الخير من عنده. علما أنها كل ما تقوله الآن أنها تريد شقة ولكن ضررا لي فقط وأنا الآن أكره العيشة التي مررت بها من فضائح وسط زملائي في السكن وعدم الاحترام في تصرفاتها وتكرار الحرمان من ابنتي. وأبنائي الذين سأحرم منهم عاجلاً أم آجلاً و أيضا أعاني من عدم الاستقرار في حياتي معها لا من الراحة النفسية والصحية وكثيرا ما تمنيت الموت ولكن والحمد لله أدعو بدعاء الرسول صلى الله عليه و سلم. والله يشهد أني لم أحرمها من شيء وأنها تعترف بنفسها أنها تأكل و تشرب في بيتي أفضل الأشياء ولكن معي لا أجد إلا البطر وكفران النعمة والعشير وتقليل شأن ما أفعله والله يعلم كم كظمت غيظي و كم انفلت زمامي رغما عني. وإني لأرجو أن تعذرونني في الإطالة و لكن هذا قليل من كثير من الألم وأرجو أن تفتوني في أمري ما الحل الذي لا يغضب الله مع هؤلاء القوم والذي لا أحاسب عليه بسبب أولادي. ولكم جزيل الشكر وفرج الله كروبكم جميعا. أخوكم في الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الله تعالى قد شرع الزواج ليكون سكنا وراحة لكل من الزوجين. قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [ سورة الروم: 21]. وإنما يتم ذلك بقيام كل من الزوجين بما عليه من واجبات، وبالاحترام المتبادل بين الطرفين.
وقد جعل الله تعالى القوامة بيد رجل ليقوم بمصالح البيت الدينية والدنيوية. قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [سورة النساء: 34]. وتراجع الفتوى رقم: 5705.
وأوجب سبحانه على المرأة طاعة زوجها في المعروف، وبتلك القوامة من الرجل، وبهذه الطاعة من الزوجة تستقيم الحياة الزوجية، فإذا انفرط عقد أحدهما كانت الفتنة والفساد العريض.
وقد شرع الله تعالى لنشوز الزوجة علاجا بينه في كتابه بقوله: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [سورة النساء:35،34]. وتراجع الفتوى رقم: 69.
وعلى هذا؛ فكان ينبغي أن تسلك هذا الهدي الرباني في علاج نشوز زوجتك، فلعل الله تعالى يصلح حالها، وما زال الأمر ممكنا، فننصحك بالاستعانة بالله عز وجل أولا والتضرع إليه، ثم الاستعانة بأهل الخير والصلاح والعقلاء من قومك وقومها ليردوها إلى جادة الصواب، فإن تعذر الأمر فالأولى رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية للنظر في هذه القضية وإعطاء كل ذي حق حقه.
ونوصيك بالإشهاد على امتناعها عن استلام النفقة، ومنعهم رؤية ابنتك ونحو ذلك.
وقد أحسنت في إعراضك عن التمني للموت، لأن فيه نوعا من الاعتراض على المقدور، وأحسنت في العمل بما فيه تفويض وتسليم لله تعالى، وذلك ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.