عنوان الفتوى : حكم دفع مال لصيانة العِرض

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أرجو من حضرتكم الإجابه على سؤالى / أنا كنت من الغافلين الغافلين بالدنيا اللاهين عن الآخرة والحمدلله كنت أصلي وأصوم وأتصدق ولا أمشي بالنميمة لأنها لم تكن تخطر ببالي ومع الغفلة والضيعة في بحر الأحلام والأوهام أذنبت كثيرا لكن والحمدلله هداني الله وكانت هدايتي على يد شاب أحببته من كل قلبي في لله وقررنا الزواج على سنة الله ورسوله وأن لا نعصي الله بأي شيء يغضبه وإن شاء الله ربي يقبل توبتي ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) صدق الله والعظيم لكن عندي مشكلة وأتمنى من الله المغفرة والرحمة لي ولجميع المسلمين ، أنا كنت أخذت قرضا من البنوك غير الإسلامية ، ما الحل فيها . وسؤالي الثاني شاب كنت تعرفت عليه أولا ويهددني بصور وأشرطة تسبب الفضيحه لي ولأهلي ، ولا أعرف ماذا أفعل معه إن لم أحصل مبلغا من المال كنت أعطيته لصديقة لي تنفس به كربتها يقول ترجعه لك وأنا سأنهي القرض وأعطيك الصور والوصل ، أرجو من سيادتكم الإفادة، لأني أخاف على سمعتي وسمعة أهلي من شخص ظالم مثل هذا وجزاكم الله ألف خير مع العلم أني تبت توبة نصوحا وعلامات التوبة واضحة علي زهدت الدنيا والحمدلله أقوم الليل وأذكر الله دائما على اللسان وإيماني بالله قوي بأنه يساعدني لأنه القائل: ادعوني أستجب لكم،،،،، وجزاكم الله ألف خير ، وأنا سأذهب إلى العمرة إن شاء الله تعالى، وأتمنى من الله أن يغفر لي ذنوبي ويهدي عباده إلى الصراط المستقيم ، وأنا لساني صار يشهد بالحق وأنصح من معي، أتمنى منكم الرد سريعا وجزاكم الله ألف خير على هذا الموقع.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فهنيئا لك بتوبتك مما كنت فيه من الغفلة والانشغال بالدنيا عن الآخرة، ومما ارتكبت من المعاصي والآثام.

واعلمي أن شروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم أن لا يعاد إليه، فمن تمام توبتك أن تبتعدي عن الشاب الثاني هذا الذي يريد أن يتزوجك، ولا تطلعي معه ولا يختلِ بك، ولا ير منك أو يمس من يديك شيئا قبل أن يتم العقد الشرعي بينكما.

وكونه هو السبب في هدايتك لا يبيح له ولا لك معه شيئا مما هو محرم.

وأما ما سألت عنه من أمر القرض الربوي فإنه أمر محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.قال الله تعالى: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ] (البقرة: 275). وتوعد الله بالحرب متعاطيه إن لم يتركه ويتوب منه، قال: [فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ] (البقرة: 279).

ومن تمام توبتك منه أن لا تدفعي الفوائد الربوية إن استطعت إلى منعها سبيلا، لأن دفعها فيه إعانة لأصحاب الربا على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ] (المائدة: 2).

وإذا كان الشاب الذي ذكرت يستطيع حقا أن يخلصك من دفع هذه الفوائد مقابل مبلغ تعطينه له فلا بأس بذلك، وليس هذا رشوة طالما أن القصد منه دفع باطل، لأن الرشوة هي دفع المال لإبطال الحق أو إحقاق الباطل، وراجعي في تعريفها الفتوى رقم: 17929.

وما ذكرت من خبر هذا الشاب الذي يهددك بصور وأشرطة وبالفضيحة لك ولأهلك.. فإذا كنت لا تجدين وسيلة للتخلص مما يهددك به إلا أن تعطيه مبلغا من المال فلا ينبغي أن تترددي في دفع هذا المبلغ لأن صون الإنسان عرضه واجب علي،ه وهو إحدى الضروريات الست.

وإذا كان الذي أجيب عنه هو غير ما أردت فوضحي لنا سؤالك، عسى أن نجد لك الجواب المناسب.

والله أعلم.