عنوان الفتوى : لا سبيل لمعرفة كيفية قذف الله نو العلم في قلوب المتقين
العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ...كيف يكون ذلك؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكيفية التي يقذف الله تعالى بها العلوم في قلوب من يشاء لا سبيل إلى معرفتها، فهي من فعل الله الذي ليس لنا أن ندرك منه أو نعرف إلا ما أخبر به الله، أو أخبر به عنه نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا] (الأنفال: 29).
فالله يقذف نور العلم في قلوب المتقين من عباده المبتعدين عن معصيته. قال ابن القيم في "إعلام الموقعين": واقتدى الإمام أحمد بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اقتربوا من أفواه المطيعين واسمعوا منهم ما يقولون، فإنهم تجلى لهم أمور صادقة، وذلك لقرب قلوبهم من الله، وكلما قرب القلب من ا لله زالت عنه معارضات السوء، وكان نور كشفه للحق أتم وأقوى، وكلما بعد عن الله كثرت عليه المعارضات، وضعف نور كشفه للصواب، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب يفرق به العبد بين الخطأ والصواب، وقال مالك للشافعي رضي الله عنهما في أول ما لقيه: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمات المعصية. (2/ 513).