عنوان الفتوى : علاج مشكلة النوم عن صلاة الفجر
من المحتار والمشغول الضمير علي حسن الزهراني من الرياض وزارة الداخلية يقول: أنا شاب عمري ثلاثة وعشرين سنة، ومتزوج ولله الحمد والشكر، ولكن لدي موضوع -وهي في الحقيقة مشكلة- وهي على النحو التالي: أصلي جميع الفروض ما عدا صلاة الفجر فهي تفوتني كل صبح إلا ما شاء الله تعالى، وأنا في حيرة من أمري، وقلق من هذه الحالة التي أنا فيها ومشغول يقول: أرجو أن أجد حلاً لمشكلتي هذه؟!
الجواب: هذه المشكلة ليست لك وحدك بل معك فيها ناس كثير وشباب كثير وغير الشباب أيضاً وهو التأخر عن صلاة الفجر، ولهذا أسباب من أهمها ومن أخطرها السهر وعدم النوم المبكر هذا هو السبب الوحيد، الغالب على الناس يسهرون لمشاهدة التلفاز أو لأسباب أخرى، فإذا سقط في آخر الليل نائماًَ عجز أن يقوم في آخر الليل حتى ولو كان عنده ساعة تنبه ما يسمعها حتى ولو جاءه منبهون يعجزون عنه بسبب ثقل النوم وغلبته عليه؛ فالعلاج الوحيد لهذا الأمر مع سؤال الله التوفيق والإعانة العلاج الوحيد هو عدم السهر، أن ينام المؤمن مبكراً، وألا يضر نفسه بمشاهدة التلفاز حتى يمضي عليه الليل الكثير أو يشتغل بأشياء أخرى من سماع أغاني أو سماع القيل والقال من أصحابه وزملائه أو موانع أخرى تمنعه من النوم المبكر، وإذا عالج الأمر بهذه الطريقة إن شاء الله يفلح.
وأنت يا أيها السائل! الواجب عليك ألا تسهر وأن تنظر في الأسباب التي منعتك من القيام فإن كانت الأسباب أنك تتأخر في النوم تسهر فاتق الله وبادر بالنوم في أول الليل بعد صلاة العشاء بادر بالنوم حتى تستطيع القيام لصلاة الفجر وتصلي مع المسلمين في جماعة المسلمين، وهذا واجب عليك، والتساهل بهذا محرم ومن التشبه بالمنافقين لأن المنافقين لا يأتون الصلاة إلا دباراً ولا يشهدون العشاء والفجر هذه من أعمالهم الخبيثة، فالواجب على المسلم أن يحذر مشابهة المنافقين، وأن يجتهد في أداء فريضة الله في أوقاتها مع إخوانه المسلمين هذا إذا كان رجل، والمرأة كذلك عليها أن تتقي الله وأن تجتهد في أداء الصلاة في وقتها بعد طلوع الفجر قبل الشمس، ولا يجوز أبداً لأحد من الناس أن يؤخرها بعد طلوع الشمس كما يفعل بعض الناس يؤخرها فإذا قام لعمله بعد طلوع الشمس صلى هذا غلط عظيم ومنكراً كبير لا يجوز لا للرجل ولا للمرأة ليس للرجل أن يؤخر ذلك حتى يقوم للدراسة أو للعمل ثم يصلي بعد طلوع الشمس؛ هذا لا يجوز هذا محرم، بل ذهب جمع من أهل العلم إلى أن من فعله كفر؛ لأن تأخير الصلاة عن وقتها كفر إذا تعمد ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» هكذا بعض الطالبات تؤخر الصلاة حتى تقوم للدراسة بعد طلوع الشمس، وهذا أيضاً منكر ولا يجوز، والواجب على الجميع تقوى الله -وعلى أهلهن التنبيه على آبائهن وأمهاتهن وعلى إخوانهن التنبيه على ذلك وعلى آباء الشباب كذلك وأمهات الشباب، كل هذه أمور عظيمة يشترك فيها أهل البيت في إثمها إذا لم يتعاونوا على زوالها والمسلمون شيء واحد وأهل البيت شيء واحد يجب أن يتعاونوا في نصيحة المتخلف والأخذ على يديه حتى يستقيم على طاعة الله وأداء فرائضه، هذا هو الواجب على الجميع فإن كان هناك أسباب أخرى غير السهر، فالواجب عليك أن تعالجها، وأن تنظر ما هي الأسباب إن كان النوم يطير عنك من أول الليل ما تنام فاسأل الأطباء لعل عندهم دواء يزيل عنك هذا القلق وهذا السهر ويحصل لك الراحة والطمأنينة حتى تنام، وإن كان هناك علل أخرى فعالجها وإن كنت ليس عندك من يوقظك فاجعل عندك الساعة المعروفة المنبهة وأكد ......... على الوقت المناسب الذي هو وقت الأذان أو قرب الأذان حتى تسمعها وتقوم.
على كل حال الواجب العلاج، والعلاج لا يخفى على العاقل، العلاج واضح تارة بالساعة وتارة بالمنبهين وتارة بعدم السهر، الواجب العلاج على الرجل والمرأة على جميع الناس، على الشباب والشيب.. على البنات والعجائز على الجميع ليس هذا خاصاً بأحد دون أحد الواجب على الجميع أن يعالجوا ما يقع لهم من هذا التأخر وأن ينظروا في الأسباب حتى تزال هذه الأسباب التي تقتضي التأخر حتى لا يصلي إلا بعد الشمس هذا منكر عظيم يجب أن يعالج من ابتلي به الوضع حتى يصلي الصلاة في وقتها مع الجماعة إن كان رجلاً وحتى تصليها المرأة في بيتها في الوقت قبل طلوع الشمس ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المقدم: أحسنتم وأثابكم الله.