عنوان الفتوى : من الأعذار في ترك الجماعة
مند مدة ليست بالوجيزة وأنا أشعر بحساسية في جسدي وذلك إذا ما مسني أي شخص ,أي تلامس جسدي بجسده أيا ما كان جنسه أو سنه, وأنا لا أعرف السبب، ابتدأ الأمر من حوالي شهرين عندما كنت أصلي جماعة في المسجد ,أولا في رجلي ليتسرب إلى سائر جسدي, وهذا ما ضايقني كثيرا وهواستشعاري بإحساس من يصلي بجانبي باهتزازات في رجلي , ظنت في الأول أنه مجرد وسواس ولكن مع استمرار حدوث هذا وجدتني بدأت أتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد إلا يوم الجمعة فأنا أتحمل عبئي وأذهب للصلاة , طبعا ليس الأمر سهلا، فمع الوقت بدأت أؤخر الصلاة عن وقتها وخصوصا صلاة الفجر, فما العمل!أحب الصلاة في المسجد(و الله أعلم)هذه الصلاة التي هي فرض على كل من ليس له عذر , وهل هذا عذر لي ؟ أتمنى أن أجد عندكم جوابا لسؤالي والله ولي التوفيق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أداء الصلوات الخمس مع الجماعة واجب على الأعيان القادرين، على الراجح من أقوال أهل العلم، والأدلة على ذلك كثيرة، منها ما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذنه أعمى لا قائد له أن يرخص له أن يصلي في بيته، قال: "هل تسمع النداء؟" فقال: نعم، قال "فأجب" فالحديث ظاهر الدلالة على وجوب إجابة المنادي لمن يسمع النداء،
إلا إذا كان من أهل الأعذار المأذون لهم في التخلف عن صلاة الجماعة كالمريض لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر" قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: "خوف أو مرض، لم يقبل الله منه الصلاة التي صلى" رواه الإمام أحمد والحاكم.
وقال النووي في المجموع: قال أصحابنا : ومن الأعذار في ترك الجماعة أن يكون به مرض يشق معه القصد, وإن كان يمكن لأن عليه ضررا في ذلك وحرجا، وقد قال الله تعالى: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ] (الحج: 78) فإن كان مرض يسير لا يشق معه القصد كوجع ضرس, وصداع يسير, وحمى خفيفة, فليس بعذر، وضبطوه : بأن تلحقه مشقة كمشقة المشي في المطر. أ.هـ
ولا شك أن مجرد إحساس قشعريرة تحدث بسبب الاصطفاف مع المصلين أخف من الصداع ووجع الضرس، لذلك ننصح الأخ بالحرص والمواظبة على صلاة الجماعة، وما ذكره من تأخير الصلاة عن وقتها الطارئ عليه هو نتيجة حتمية للتكاسل عن الصلاة في الجماعة، فالشيطان عدو الإنسان الذي لا ينفك في تثبيطه وصده عن ذكر الله تعالى وعما ينفعه في دينه ودنياه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية، وإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة.
والله أعلم.