عنوان الفتوى : موقف المسلمة ممن يستهزئون بحجابها ويصفونها بالتشدد
أنا منتقبة منذ مدة قصيرة، وأبي وأمي راضيان بنقابي، لكنني أجد مشكلة عند الذهاب لزيارة أقاربي، إذ يستهزئون بي، وينسبونني إلى المتشددين، فكيف يكون الرد عليهم، والتصرف في مثل هذا الموقف؟ وهذا يقلل من معنوياتي، ويصيبني بالإحباط والحزن، وأخاف أن يهجروني، وتقطع الرحم بيني وبينهم، وهم خالي وعمتي. وبماذا تنصحونني؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاكِ الله خيرا على حرصكِ على طاعة ربكِ، وتمسكك بالستر، والاحتشام، والتشبه بأمهات المؤمنين، واحذري من التهاون في شيء من الشرع إرضاء لبعض المخلوقين، أو خوفاً من لومهم، وانتقادهم، وسخريتهم، ولا يسوغ أن تنال هذه السخرية من ثباتكِ، أو توهن عزيمتكِ؛ بل ينبغي أن تزيدكِ ثباتا، وشكرا لربك على منته، وفضله عليك في توفيقه لك لطاعته، ورغبتك فيما عند الله من الثواب والرضوان.
فلا يليق بالمسلمة أن تضعف في مثل هذه الأحوال، أو تحزن؛ بل عليها أن تعتز بدينها، وتستعلي بإيمانها، وتقيم دينها كما أمرها ربها، رضي من رضي بعد ذلك، أو سخط، والله تعالى يكفيها مؤنة الناس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ. رواه الترمذي.
فلا تلتفتي لسخريتهم، واتهامهم لك بالتشدد؛ وقابلي ذلك بعزة، وشجاعة، وحكمة؛ وبيني لهم أن العمل بالشرع ليس تشددًا، أو غلوًا، وأنّ الاحتشام، والستر أمر من الله تعالى، وفضيلة تستحق من المسلم العاقل الإجلال، والثناء، لا السخرية، والاستهزاء.
واحرصي على بيان ذلك لهم برفق، وحسن خلق، ورغبة في الخير لهم، وإذا صدقتِ مع الله، واستعنتِ به، فسوف تجدين التيسير، والعناية من الله، وسوف يكفيك كل شيء، قال الله تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.. {الطلاق:3}.
وفقنا الله وإياك لما يرضيه.
والله أعلم.