عنوان الفتوى : وسائل إقناع المرأة باللباس الشرعي
خطيبتي تمتنع عن تغيير لبسها، وقد تكلمت معها أكثر من مرة، لكنها لم تقبل، وغالبا ما يصل النقاش للتخاصم، فهي تلبس القصير، وأنا أحاول جاهدا نهيها عنه، وهي تقول لي إني أعرف أن هذا اللبس غير مكتمل، ولا يرضي رب العالمين، لكنني تعودت عليه، وسأغيره في المستقبل عندما يهديني الله لذلك، علما أننا لسنا خاطبين فقط، بل قمنا بكتب الكتاب، ولم نتزوج، وعندما أحدثها تقول دائما إنني تعودت على هذا اللبس، وأبي لم يعترض عليه، وعليك أن تتقبلني كما أنا، ولا تحاول تغيير لبسي، أريد طريقة لإقناعها دون خصومة، وأن تتقبل الموضوع بكل لين وأريحية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أرشد إلى الطريق الصحيح لاختيار الزوجة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه.
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: فاظفر بذات الدين ـ فإن بها تكتسب منافع الدارين. انتهى.
فرضاك بخطبة امرأة متبرجة، وسكوتك على ذلك حتى عقدت عليها؛ فيه تقصير ظاهر من جانبك في اختيار الزوجة، والذي عليك الآن أن تبين لها أنّ الحجاب أمر من الله تعالى للمؤمنات، وليس مجرد عادة اجتماعية، أو فكرة إنسانية تحتاج إلى اقتناع عقلي، وتقبل نفسي، وأن المسلم مأمور بالانقياد، والتسليم لأحكام الله، لمجرد كونها من الله العليم الحكيم، فيكفيه للاقتناع بالأمر أن يعلم أنّه من عند الله، فيرضى به، ويسلّم له، وينشرح صدره للعمل به، وليس له اختيار بعد ذلك، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا {الأحزاب: 36}
واحرص على حثّها على مصاحبة الصالحات، واجتهد في إعانتها على الإقبال على الله، وتقوية الإيمان به، وبالدار الآخرة، واستعن بالله تعالى، وتضرع إليه، وأكثر من دعائه، فإنّه قريب مجيب.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.