عنوان الفتوى : استمناء الصائم لأجل غض بصره مُفسد لصومه، وهو كالمستجير من الرَّمضاء بالنار
أنا شاب في سن المراهقة، وعندما أصوم في شهر رمضان يثيرني المني، وعندما يثيرني أنظر إلى المحرمات كثيرا، إلا إذا استمنيت، وحينها أغض بصري عن كل المحرمات.
فهل يجوز أن أخرج المني لكي أغض بصري، مع العلم أنني أعلم بأن إخراج المني عمدا يبطل الصلاة؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على المكلف غض بصره عما يحرم عليه النظر إليه في جميع أحواله، وأوقاته، صائما كان، أو مفطرا، في رمضان، وفي غيره، امتثالا لقول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30}.
ويتأكد في حق الصائم زيادة على ذلك أن يبتعد عما يبطل صيامه من استمناء، أو ما يدعو إليه من نظر واختلاط ونحوه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصائم: يترك طعامه، وشرابه، وشهوته من أجلي... رواه البخاري.
فيجب عليك أخي أن تغض بصرك، وتحفظ فرجك، فأنت مطلوب بالأمرين، والإقدام على الاستمناء بحجة كف البصر عن الحرام هو من قبيل تداوي شارب الخمر بالخمر، فابتعد عنهما، وعن أسبابهما جميعا، فهذا هو الواجب عليك.
وراجع الفتوى: 433933
ولمعرفة المزيد مما يعين على غض البصر، والتغلب على الشهوة نوصيك بمراجعة الفتويين: 36423، 23231.
وبخصوص قولك: مع العلم أنني أعلم بأن إخراج المني عمدا يبطل الصلاة - لعلك تقصد أن الاستمناء مع إنزال المني مبطل للصوم -وهو كذلك- وراجع الفتوى: 113612.
كما أن إنزال المني يبطل الصلاة أيضا، وموجب لغسل جميع الجسد، ومن المعلوم أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، وانظر الفتوى: 1795.
والله أعلم.