أسطول الغضب العربي - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
لقد حان الوقت لتحرك أسطول الغضب العربي بعد الجريمة النكراء التي قام بها القراصنة المجرمون الصهاينة في المياه الدولية بالهجوم على أسطول الحرية، وأوقعت شهداء وجرحت عشرات من المدنيين العزل الذين هبُّوا لنصرة المحاصرين في غزة.
إنه لمَن العار أن نرى النساء الأوروبيات يشاركن في أسطول الحرية؛ نصرةً لإخوانهم في الإنسانية، ويوجهن ضربة إعلامية للبرابرة الصهاينة، بينما الرجال العرب والعلماء المسلمون عاجزون عن الصدع بكلمة الحق نصرة لإخوانهم في الدين والعقيدة.
إن الأمة العربية والإسلامية مطالبة الآن وليس غدًا بأن تنتفض عن بكرة أبيها، رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبابًا وأطفالاً؛ غضبًا للشهداء الشرفاء والجرحى البواسل ، وإكمالاً لرسالتهم في نصرة المحاصرين المستضعفين.
وهذه الانتفاضة يجب ألا تكون تنفيسًا عن غضب وتعبيرًا عن رأي، بل يجب أن تتواصل حتى توجه ضربًة للهمج المعتدين، ولن يتأتى ذلك حتى يتحرك جميع الخطباء على منابرهم، والأساتذة في قاعاتهم، والكُتَّاب في صحفهم، والإعلاميون في فضائياتهم، والنشطاء المتظاهرون حول السفارات الصهيونية والأمريكية الداعمة لها في جميع أنحاء العالم، والطلاب في مدارسهم وجامعاتهم، ومن خلف هؤلاء جميعًا الجماهير الحرة تؤازرهم وتدعمهم حتى يحقق ما يلي:
1- الضغط المتواصل على الحكومات العربية حتى تتخذ قرارًا جماعيًّا عمليًّا بفتح معبر رفح فتحًا كاملاً دائمًا طوال أيام السنة أمام الأفراد والبضائع بلا مراقبين أو كاميرات.
2- الضغط المتواصل على الحكومات العربية حتى تقدِّم الدعم المادي والمعنوي الكامل ليس لإعادة إعمار غزة فقط، وإنما لتوفير سبل الحياة الكريمة للشعب المرابط على أرض فلسطين .
3- الضغط المتواصل على الحكومات العربية حتى تعترف بنتائج الانتخابات الفلسطينية في 2006م، وتستقبل إسماعيل هنية ووزراءه استقبالاً رسميًّا وشعبيًّا كما يستقبلون "النتن ياهو" بالقبلات.
4- الضغط المتواصل على الحكومات العربية حتى تغلق السفارات الصهيونية إغلاقًا دائمًا، وتطرد العاملين بها الذين يدنسون أرضنا.
إن الحكومات التي قدمت خدمات جليلة لأمريكا وأوروبا سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وقامت بدورها في حماية الحدود الصهيونية، وتمكنت من تغيير الموقف الروسي والصيني لفرض عقوبات على إيران، باستطاعتها- لو تعرضت للضغط الشديد من شعوبها وعلمائها ومثقفيها- أن تحقِّق هذه المطالب الملحة لحماية أمنها الذاتي.
إننا إذ نطالب شعوب أمتنا بتحريك أسطول غضبها وعدم توقفه حتى تضغط على حكامها لتحقيق هذه المطالب اليسيرة؛ فإننا نستنهض فيهم العزة والكرامة والنخوة والشهامة، ونذكرهم بأنها حرَّكت العرب في الجاهلية؛ فكوَّنوا حلف الفضول لنصرة المظلومين، وحرَّكت النفر من قريش لنقض صحيفة المقاطعة الظالمة، وأين نحن من مقولة النبي صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم" التي جاء بعدها الفتح، وأين الأخوة والنجدة الإسلامية الآن؟! ومَنْ فينا المعتصم؟! الاثنين - 17 جمادى الآخرة 1431 هـ - الموافق 31 مايو 2010 م