عنوان الفتوى : حكم الاستمناء لتسكين الشهوة المفرطة الشديدة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السؤال

هل يجوز تفريغ الشهوة عند اشتدادها، لمجرد التفريغ لا بحثا عن اللذة؟
الشهوة الجنسية تأتيني بشدة وقوة، وبشكل متكرر (كل يومين) أبذل جهدي ما استطعت أن لا أفرغها بإرادتي، فلا أجد بدا من أن أفرغها عن طريق احتكاكه/ضغطه بالفراش الذي أنام عليه.
مع العلم:
* أني بعيد عن مشاهدة الأغاني والصور، والأفلام الإباحية.
* أسعى إلى الزواج ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
* أعمل في نهاري، وليلي، حتى أعود متعبا في وقت متأخر إلى الفراش، ومع ذلك تتملكني الشهوة بشدة، مهما غيرت مكان نومي أو نوع فراشي.
* أدعو الله بشأن هذا الأمر. إلا أني قد بلغت ال 29 من عمري، دون أن أرى تغييرا يذكر. ومع ذلك مستمر بالدعاء، موقن به.
*الشهوة الجنسية قوية ومتكررة، تأتيني بشدة كل يومين أو ثلاثة، وأقصى مدة استطعت أن أمنع نفسي عنها هي أسبوعان.
* أقول لنفسي أن أشغل نفسي بالعمل عن الشهوة. ولكن من شدتها فإن الشهوة هي من تلهيني عن العمل.
* استعنت بالصوم على هذه الشهوة، ولكن الصوم يخففها بالنهار، أما بالليل فتعود الشهوة قوية، رغم قلة الطعام الذي أتناوله.
* أنا ملتزم بديني وصومي وصلاتي، وحفظ لساني ما استطعت، وأحاول أن أجد من الصحبة الصالحة ما يعينني، وبالرغم من ذلك فلا يكفني رادعي النفسي عن تفريغها، رغم كل هذه السنين التي حاولت فيها.
* أتوب كل مرة منها، وأعزم على أن لا أعود إليها، وسأبقى أتوب وإن رجعت.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى: 424315، والفتوى: 317665 أن الاستمناء محرم في الأصل، وأنه لا يجوز، إلا إن خشي الشخص على نفسه الزنا لو لم يفعله، أو ضررا لا يمكن دفعه إلا بالاستمناء عند بعض العلماء.

جاء في «الموسوعة الفقهية الكويتية»: وَإِنْ كَانَ الاِسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ لِتَسْكِينِ الشَّهْوَةِ الْمُفْرِطَةِ الْغَالِبَةِ الَّتِي يُخْشَى مَعَهَا الزِّنَى؛ فَهُوَ جَائِزٌ فِي الْجُمْلَةِ، بَل قِيل بِوُجُوبِهِ، لأَنَّ فِعْلَهُ حِينَئِذٍ يَكُونُ مِنْ قَبِيل الْمَحْظُورِ الَّذِي تُبِيحُهُ الضَّرُورَةُ، وَمِنْ قَبِيل ارْتِكَابِ أَخَفِّ الضَّرَرَيْنِ.
وَفِي قَوْلٍ آخَرَ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ: أَنَّهُ يَحْرُمُ وَلَوْ خَافَ الزِّنَى؛ لأَنَّ لَهُ فِي الصَّوْمِ بَدِيلاً، وَكَذَلِكَ الاِحْتِلَامُ مُزِيلٌ لِلشَّبَقِ.
وَعِبَارَاتُ الْمَالِكِيَّةِ تُفِيدُ الاِتِّجَاهَيْنِ: الْجَوَازَ لِلضَّرُورَةِ، وَالْحُرْمَةَ لِوُجُودِ الْبَدِيل، وَهُوَ الصَّوْمُ.

وَصَرَّحَ ابْنُ عَابِدِينَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ بِأَنَّهُ لَوْ تَعَيَّنَ الْخَلَاصُ مِنَ الزِّنَى بِهِ، وَجَبَ. انتهى.
فإذا بلغ بك الأمر إلى هذا الحد، فلك رخصة في فعله عند بعض الفقهاء، وإن لم يبلغ بك الأمر إلى ذلك الحد، فلا يجوز، وكلما وقعت فيه فجدد التوبة إلى الله -تعالى- ولا تيأس، ولو علم الله منك الصدق في الحرص على البعد عن معصيته، فسيعينك، وانظر الفتوى: 429046 حول بعض النصائح لمن ابتلي بالشهوة المفرطة، ولا يستطيع الزواج.

ونسأل الله أن يطهر قلبك، ويحصن فرجك، وييسر أمرك.
 والله أعلم.