عنوان الفتوى : حكم من لم يستطع مقاومة العادة السرية في رمضان ولم يغتسل خوفا من أهله
عمري 14 عاما. ما زلت أحاول التخلص من العادة السرية، ولكني فعلتها اليوم، حيث لم أستطع مقاومة الشهوة. وأنا لا أستطيع التطهر من العادة السرية عبر الاستحمام؛ لأني خفت إن علم أهلي، أن يشكوا في.
فهل هناك طرق أخرى؟
وما حكم صيامي، مع العلم أنني منذ بداية رمضان وأنا أقاومها، لكني اليوم لم أستطع مقاومتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فممارسة العادة السرية أمر محرم، وهو من خطوات الشيطان المنهي عن تتبعها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور:21}، وقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المعارج:29-31}.
وفعل ذلك في رمضان أشد جرما، فإذا فعلها الشخص وهو صائم، وأدى هذا الفعل بصاحبه إلى إنزال المني؛ فقد بطل صومه لذلك اليوم. وقد ارتكب ذنبا عظيما تجب عليه التوبة منه، وعليه أن يقضي مكانه صيام يوم آخر بعد رمضان، ووجب عليه غسل الجنابة؛ لتصح صلاته.
ولا يعتبر الخجل أو الخوف من معرفة الأهل أو غيرهم، عذرا في تأخير غسل الجنابة حتى يفوت وقت الصلوات المفروضة، بل هذا ذنب آخر توعد الله فاعله بقوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}.
فعليك بالتوقف عن هذه العادة السيئة التي تضرك ولا تنفعك، وتبعدك عن رضا ربك، وعليك التوبة منها ومن تأخير الصلاة عن وقتها، أو صلاتها بدون طهارة صحيحة. ومن إبطالك صيامك.
ونوصيك بشغل نفسك بكل ما فيه خير لك، وبالصحبة الصالحة، والبعد عن كل ما يسهل عليك الوقوع فيها أو غيرها من المعاصي.
والزم كثرة الاستغفار، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
والله أعلم.