الشيخ عبد الله بصفر في موكب القرآن
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
خدم كتاب الله تعلماً وتعليماً وقراءةً ونشراً؛ فوضع الله له القبول في الأرض. إنه الشيخ عبد الله علي بصفر إمام وخطيب جامع الشعيبي في جدة.
قبل مدة اتصلت على هاتفي امرأة كبيرة السن، كلمتني بصوت فيه مشاعر الأمومة؛ فظلت تدعو لي وتقول: أنت عبد الكريم المقرن؟ قلت: نعم يا خالة..
آمريني.
قالت: ما سمعنا صوتك في الإذاعة منذ فترة، اسم الله عليك، عسى ما فيه شر؟
قلت: أبداً يا خالة، لكن والله عملت عملية في القلب كللت بالنجاح والحمد لله.
ظلت تدعو لي، ثم قالت: يا أبا خالد، هل ممكن تزودني بشريط قرآن (سورة ص) للشيخ عبد الله بصفر؟
قلت: أبشري، والمصحف كاملاً، ولكن لماذا سورة (ص) خصوصاً؟
قالت: يا وليدي إذا قرأ الشيخ هذه السورة بالذات أشعر كأنني أعيش في الآخرة، ولا أملك نفسي ومشاعري من البكاء.
وعدتها خيراً، ثم حضر إليّ أحد أولادها فأهديتهم المصحف كاملاً بحمد الله بصوت الشيخ عبد الله بصفر.
ومما أذكره في هذا الصدد أن العلامة الشيخ صالح بن علي بن غصون رحمه الله وكان من المحبين لإذاعة القرآن الكريم ، المتابعين لها، قال لي يوماً قبل أن نبدأ تسجيل إحدى حلقات برنامج (نور على الدرب)، قال لي: (يا أبا خالد، لا تجي بكرة إلا ومعك مصحف الشيخ عبد الله بصفر، وإلا ترى ما فيه تسجيل).
ضحكنا جميعاً، ووعدته خيراً.
وفي اليوم التالي أحضرت لسماحته مصحف الشيخ بصفر كاملاً، فأخذه شاكراً داعياً.
رحم الله كل من رحل عن دنيانا من علماء الأمة.
إن الشيخ عبد الله بصفر عندما يتلو كتاب الله غضاً طرياً بصوته الجميل المؤثر ينقلك إلى عالم الآخرة، وقد فتح الله عليه؛ فحبب القرآن إلى كثير من الناس، ممن أقبلوا يسمعون تلاوة الشيخ، ويرتبطون بكتاب الله تعالى.
ولا أنسى كم الرسائل والاتصالات التي كانت ترد إلينا من الإذاعة تباعاً تثني على قراءة الشيخ، وتدعو له؛ فجزى الله الشيخ عبد الله بصفر خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته يوم القيامة ، وأجرى عليه ثواب كل من أحب القرآن، أو أقبل عليه، أو تعلق به من خلال صوت الشيخ يحفظه الله، وثبت قلبه على الحق، وزاده توفيقاً وسداداً.
عبد الكريم بن صالح المقرن