أرشيف المقالات

الاستسلام المشروط!

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الاستسلام المشروط!
 
بُني الإسلام على الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، استسلام وانقياد في الزمان والمكان والحس والمعنى فيما نحب وفيما نكره.
استسلام تام بلا تلكؤ أو تردد.
لكن البعض يشترط في استسلامه وانقياده؛ فهو منقاد فيما يحب، مستعصٍ فيما يكره.
يريد أن يكيّف استجابته للأوامر والنواهي حسب الظروف والمواقف، ولاسيما تلك الطاعات المتعلقة بالمخلوقين من والدين وأقارب وجيران وغيرهم.
 
ونحن لا نتكلم هنا عن أناس يخطئون فيستغفرون أو يتكاسلون فيتحسرون، لكننا نعني أولئك الذين يتأولون فيجعلون استسلامهم لله تجاه من أمرهم الله ببره والإحسان إليه مشروط بمواقفهم السابقة واللاحقة وردود أفعالهم وتصرفاتهم، ويظنون - واهمين - أن ذلك هو محظ التعبد الذي لا تثريب عليهم فيه.
وكأن التعبد لله في تلك الطاعة تجاه ذلك المخلوق مرتبط بإحسانه إلينا وعدم تقصيره تجاهنا، وهذا خطأ فاحش وتأول مدخول.
 
فطاعة الأب مثلاً عند هؤلاء مشروطة بماضيه وأدائه التربوي وكيفية عدله وحسن تعامله، وطاعة الزوجة لزوجها هي كذلك مشروطه بمدى إحسانه إليها واستجابته لطلباتها وحسن عشرته معها، إلى غير ذلك من الأمثلة مع الأقارب والأرحام والجيران وغيرهم لكنا آثرنا ذلكم المثالين لأن المتأول فيهما مخطئ وإن أصاب لعظم حقهما.
 
ليتنا نعبد الله بلا شروط ونستسلم لأوامره بلا تردد ونتقرب إليه فيما نكره مثلما نتقرب إليه فيما نحب، ليتنا نتعامل مع الخلق لنرضي الخالق وإن قصروا في حقنا فهذا محك التعبد وبرهان الاستسلام وهو دليل التوفيق، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١